كبسولة الصحية – خاص

أقامت هيئة الصحة العامة في المملكة النسخة الأولى من البرنامج التدريبي “دبلوماسية الصحة العالمية”، في خطوة إستراتيجية تهدف إلى تمكين القيادات الوطنية من مد جسور التعاون الفعال والمشاركة المؤثرة في صياغة القرارات والمعاهدات الصحية الدولية، بما يرقى بالمملكة لتكون نموذجاً رائداً على صعيد الصحة العالمية.

يأتي عقد هذا البرنامج إدراكاً من المملكة للتحول الذي تشهده قضايا الصحة، حيث لم تعد محصورة في النطاق الطبي البحت، بل أضحت عنصراً بالغ الأهمية في السياسة الخارجية، والسياسة الأمنية، والاتفاقيات التجارية. ولذلك، يركز البرنامج على تزويد المشاركين بمهارات جديدة ضرورية للتعامل مع الأنظمة العالمية والتفاوض بشأنها، والحفاظ على العلاقات مع مجموعة واسعة من الأطراف المعنية.

يرتكز البرنامج على الأبعاد الجيوسياسية والسياسية التي تؤثر على الاستجابات للتحديات الصحية العابرة للحدود، مثل الأمراض المعدية الناشئة والتهديدات الصحية العالمية، إلى جانب قضايا أخرى متقاطعة كـ تغير المناخ وتأثيره على الصحة، وحقوق الإنسان، وعلاقة التجارة العالمية بنتائج الصحة العامة وسلاسل الإمداد. كما يتناول البرنامج دور اللائحة الصحية الدولية (IHR) بوصفها إطاراً حيوياً لاستجابة الطوارئ الصحية، مع تلخيص أمثلة واقعية نجحت فيها الدبلوماسية الصحية في تحسين النتائج الصحية العالمية أو حدّت من تفاقمها.

يستهدف البرنامج نخبة من القيادات والمختصين الذين تتقاطع مهامهم مع الصحة العالمية، بمن فيهم الدبلوماسيون، ومستشارو السياسات، والقادة العاملون في الحكومة، والملحقون الصحيون. ويُركز على بناء المهارات الدبلوماسية اللازمة، بما في ذلك تقنيات التفاوض، والحساسية الثقافية، واستراتيجيات بناء التحالفات والشراكات، لتمكينهم من تحليل السياسات وصياغتها بناءً على الأدلة. يهدف هذا الجهد إلى تعزيز الأنظمة الصحية في المنطقة ودول العالم، والتأكيد على دور المملكة كقوة مؤثرة وشريك إستراتيجي في الأمن الصحي العالمي.