قادة “الصحة العالمية” يجتمعون في السعودية لضمان بقاء “الكنز الثمين” للمضادات الحيوية للأجيال القادمة

قادة “الصحة العالمية” يجتمعون في السعودية لضمان بقاء “الكنز الثمين” للمضادات الحيوية للأجيال القادمة
15 نوفمبر، 2024 - 10:52 م

جدة- واس

تستضيف المملكة العربية السعودية، ممثلةً في وزارة الصحة , في جدة اليوم , المؤتمرالوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات، الذي يجمعنخبة من قادة وخبراء الصحة من مختلف أنحاء العالم لمكافحة هذه “الجائحةالصامتة” ، في تجمع رئيسي يُبرز الحاجة الملحة للتصدي لهذا التحدي الصحيالعالمي.

وتسعى المملكة من خلال هذا الحوار الدولي إلى تعزيز التعاون وتوحيد الجهودالعالمية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، التي تودي بحياة 1.3 مليون شخصسنويًا، مع توقعات بأن يصل عدد الوفيات إلى 39 مليون شخص بحلول عام 2050 إذالم تُتخذ التدابير اللازمة للسيطرة عليها.

وبهذه المناسبة، قال معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل: “إناستضافة المملكة لهذا المؤتمر هو إعلان واضح عن التزامنا تجاه مجتمعنا وتجاهالعالم في مواجهة هذا التحدي العالمي، الذي يؤثر بشكل مباشر ومتفاقم على صحةالإنسان وعلى الثروات الحيوانية والنباتية، مما يُبطئ عجلة النمو الاقتصاديوالاجتماعي”.

وأضاف الجلاجل: “ويسعدني أن هذا المؤتمر يستضيف أكبر عدد من الدول المشاركةفي تاريخ المؤتمرات الوزارية السابقة، مما يشكل فرصةً عظيمة لتعزيز استجابتناالعالميةوالانتقال من البيان إلى التطبيق، كما هو شعار هذا المؤتمر”.

وتابع: “إذا لم نتخذ تدابيرنا بشكل سريع؛ فنحن نواجه عالمًا لن نتمكّن فيه من علاجالكثير من الأمراض, ولن تكون المضادات الحيوية التي أنقذتبفضل اللهملايينالأرواح، متاحة عندما نحتاج إليها, وبدون المضادات الحيوية الفعّالة، فإننا نخاطربفقدان مكتسبات الطب الحديث, ونحن مدينون للأجيال القادمة بالحفاظ على هذهالهبة الثمينة”.

وخلال مشاركته في المؤتمر الوزاري في جدة، أشاد المدير العام لمنظمة الصحةالعالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، بالدور الريادي للمملكة في مجالمكافحة مضادات الميكروبات واستضافتها لهذا المؤتمر الوزاري الذي يستند إلى نتائجالاجتماعات رفيعة المستوى في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، مشيرًا إلىالدور الأساسي الذي تقوم به المملكة في التصدي لهذا التحدي العالمي.

وأفاد أن مقاومة مضادات الميكروبات ليست تهديدًا مستقبليًا، بل هي خطر قائم يؤثّرعلى حياتنا اليوم, وهذا التحدي يجعل العديد من المضادات الحيوية والأدوية التينعتمد عليها أقل فعالية، ويعقّد علاج العديد من العدوى الروتينية، مما يجعلها أكثرصعوبة للعلاج أو قد تكون مضعِفة أو مميتة.

ويمثّل الاجتماع الوزاري رفيع المستوى علامة فارقة في جهود مكافحة مقاومةمضادات الميكروبات على مستوى العالم، حيث تستعد المملكة لإطلاق ثلاث مبادراتمبتكرة في هذا المجال.

بدوره بين الوكيل المساعد للصحة الوقائية في وزارة الصحة الدكتور عبدالله عسيري،أن هذه المبادرات تهدف إلى معالجة القضايا الحرجة المرتبطة بمقاومة مضاداتالميكروبات عبر عمليات رصد وتقييم دقيقة.

وأوضح مساعد وزير الصحة الدكتور محمد بن خالد العبدالعالي، أن الاجتماع سيتبنىنهج “الصحة الواحدة” الشامل لمعالجة هذه القضية عبر عدة قطاعات, مضيفًا أن نهجالصحة الواحدة يجمع بين صحة الإنسان والزراعة وصحة الحيوان والبيئة، حيث يمثلقادة الدول الأعضاء جميع هذه المجالات، ويتبادلون الأفكار لمعالجة هذه المشكلةالمعقدة.

وفي تأكيد على أهمية نهج الصحة الواحدة ودور العوامل البيئية في انتشار مقاومةمضادات الميكروبات، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغرأندرسن: “يدعو إعلان جدة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية البيئة كجزء من استجابتنالمقاومة مضادات الميكروبات”.

ويعمل قادة العالم خلال الاجتماع الوزاري على تعزيز خارطة طريق مشتركة لمواجهةالارتفاع العالمي في مقاومة المضادات الحيوية، حيث ستشكل نتائج هذا الاجتماعاستجابة دولية منسقة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.