تُعد سخونة القدمين من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، وهي شعور بالحرارة أو الحرقان في القدمين يمكن أن يتراوح بين الخفيف والمزعج إلى الشديد والمستمر.
تتعدد أسباب هذه المشكلة، وقد تكون مرتبطة بأمراض مزمنة مثل السكري أو مشاكل صحية أخرى مثل تصلب الشرايين وخمول الغدة الدرقية، كما قد تلعب التهابات القدم، مشاكل التغذية، والحساسية الغذائية دورًا هامًا في ظهور هذا العرض.
من أسباب سخونة القدمين، تصلب الشرايين الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لسخونة القدمين، وهو ينتج عن تراكم الدهون والكوليسترول في جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها وضعف تدفق الدم إلى الأطراف، وتتمثل الأعراض في خدر في القدمين، برودة أو سخونة شديدة، وألم أثناء المشي، ويعتمد العلاج على تحسين نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون، بالإضافة إلى استخدام أدوية تقلل من الكوليسترول ومميعات الدم.
كما أن الغدة الدرقية مسؤولة عن إنتاج هرمونات تنظم العديد من وظائف الجسم، وعندما تصاب بالخمول، يمكن أن تؤثر على الدورة الدموية والتوازن الحراري في الجسم، ومن أعراضها زيادة الوزن، شعور دائم بالتعب، تساقط الشعر، وجفاف الجلد، ويتمثل العلاج في تناول أدوية تعويضية للهرمونات الدرقية مثل الليفوثيروكسين، مع متابعة طبية دورية لمستويات الهرمون في الدم.
ويمكن أن تسبب التهابات القدم، سواء البكتيرية أو الفطرية، سخونة القدمين بسبب الالتهاب الموضعي وزيادة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، وأعراضها احمرار، تورم، إفرازات من الجلد، وحكة، وعلاجها يعتمد على نوع الالتهاب، حيث تُستخدم المضادات الحيوية في حالات الالتهابات البكتيرية، أو مضادات الفطريات في حالات العدوى الفطرية.
كما يؤدي سوء التغذية أو نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامين B12 إلى تلف الأعصاب، مما يتسبب في سخونة القدمين، وتتمثل الأعراض في ضعف في الأعصاب، تنميل، وشعور بالحرقان، ويشمل العلاج تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات الضرورية، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والبروتينات، كما يمكن أن تؤدي الحساسية لبعض الأطعمة إلى تفاعلات تحسسية في الجسم تشمل سخونة القدمين.
كما يؤدي مرض السكري، خاصة إذا كان غير مُسيطر عليه، إلى تلف الأعصاب الطرفية (الاعتلال العصبي السكري)، مما يُسبب سخونة القدمين، ومن أعراضه تنميل، فقدان الإحساس، وألم في القدمين، ويتضمن العلاج السيطرة على مستويات السكر في الدم من خلال الأدوية والحمية الغذائية، بالإضافة إلى العناية بالقدمين لتجنب المضاعفات.
وتتمثل الوقاية والعلاج العام لسخونة القدمين في غسل القدمين يوميًا بالماء الدافئ والصابون، وتجفيفهما جيدًا، وارتداء أحذية مريحة تسمح للقدمين بالتنفس، والحفاظ على وزن صحي، وفي حالة استمرار سخونة القدمين أو زيادة شدتها، يجب استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الدقيق ووصف العلاج المناسب.