في خطوة جديدة لمكافحة مرض الملاريا، أطلقت جيبوتي عشرات الآلاف من البعوض المعدّل وراثياً في إطار برنامج يهدف إلى تقليص انتشار هذا المرض الخطير. تأتي هذه المبادرة بالتعاون مع شركة “Oxitec” البريطانية للتكنولوجيا الحيوية، التي طورت بعوضاً معدلاً يحمل جيناً يسبب موت الإناث قبل بلوغها، ما يقلل من قدرة البعوض على التكاثر.
جيبوتي، التي كانت خالية من الملاريا لسنوات طويلة، شهدت ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة منذ عام 2012 بسبب ظهور نوع جديد من البعوض يُعرف بـ”الأنوفيلة ستيفنسي”، وهو ناقل فعّال للمرض. ومع التحديات الصحية والاقتصادية التي يفرضها المرض، جاءت هذه الخطوة كحل مبتكر يعتمد على استخدام الذكاء البيولوجي.
يعتمد البرنامج على إطلاق ذكور بعوض معدّلة وراثياً تتزاوج مع إناث البعوض المحلي. يؤدي التزاوج إلى إنتاج ذرية تحمل الجينات المعدلة التي تمنع الإناث من البقاء على قيد الحياة بعد الفقس. هذه التقنية، التي أثبتت نجاحها في دول أخرى مثل البرازيل والهند، ساهمت في تقليل كثافة البعوض الناقل بنسبة كبيرة.
تُعد هذه التجربة الأولى من نوعها في إفريقيا، وهي خطوة واعدة نحو تقليل أعداد البعوض الناقل للملاريا بشكل مستدام. من المتوقع أن يتم توسيع نطاق البرنامج إذا أثبتت التجربة الحالية نجاحها، لتصبح نموذجاً يحتذى به في مكافحة الملاريا في دول أخرى.