يمثل انقطاع الطمث مرحلة طبيعية في حياة المرأة، لكنه غالبا ما يكون مصحوبا بتغيرات جسدية ونفسية تؤثر في جودة الحياة. وبينما تمر بعض النساء بهذه المرحلة بسلاسة، تعاني أخريات من أعراض مزعجة.
وتتزايد الدعوات لاستخدام العلاج الهرموني لتخفيف هذه الأعراض، مدعومة بتأييد المشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين وصفوه بأنه “إكسير سحري”، وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. لكن هل العلاج الهرموني مناسب حقا لكل النساء؟ وما الاعتبارات الطبية التي يجب مراعاتها قبل استخدامه؟
ماذا يحدث لجسم المرأة عند انقطاع الطمث؟
وفقا للموقع الطبي الأميركي “ويب ميد” (WebMD)، تبدأ المبايض عند الوصول إلى سن الأربعينيات أو الخمسينيات في إنتاج كميات أقل من الهرمونين الجنسيين الإستروجين والبروجسترون، وهما المسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية والعديد من الوظائف الحيوية الأخرى في الجسم. وهذا قد يسبب ظهور أعراض لدى بعض النساء، ومن بينها:
الهبات الساخنة والتعرق الليلي، واضطرابات النوم، وجفاف المهبل والجماع المؤلم والتهابات المسالك البولية، والتغيرات المزاجية مثل القلق والتوتر والاكتئاب في بعض الحالات، وضعف العظام وآلام المفاصل وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
ما العلاج الهرموني لانقطاع الطمث؟
العلاج الهرموني لانقطاع الطمث، أو ما يُعرف بالعلاج الهرموني البديل، هو طريقة لتعويض نقص الهرمونات الجنسية بعد انقطاع الطمث، مما يساعد على التخفيف من الأعراض المصاحبة لهذه المرحلة.
ويتم العلاج إما بإعطاء الإستروجين وحده للنساء اللواتي خضعن لاستئصال الرحم، أو بمزيج من الإستروجين والبروجستيرون للنساء اللواتي لم يخضعن للاستئصال، حيث يساعد البروجستيرون على الوقاية من زيادة سماكة بطانة الرحم، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
وأشار خبراء، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إلى أن العلاج الهرموني يصنّف إلى نوعين رئيسيين بناءً على مدى تأثيره في الجسم وطريقة استخدامه:
العلاج الهرموني الجهازي (العلاج الذي ينتقل عبر مجرى الدم، ويصل إلى الخلايا ويؤثر عليها في جميع أنحاء الجسم): يُستخدم لتخفيف بعض الأعراض التي تؤثر في الجسم بالكامل، ويتوفر بأشكال متعددة مثل الحبوب.
العلاج الهرموني الموضعي: يُطبق موضعيا على المهبل من خلال الكريمات، والحلقات المهبلية أو التحاميل، بهدف تخفيف الأعراض الموضعية مثل الجفاف.
من يمكنهن الاستفادة من العلاج الهرموني؟
وفقا لموقع “ويب ميد”، يوصي الأطباء بالعلاج الهرموني عادة في الحالات التالية: النساء اللواتي يعانين من أعراض شديدة ومزعجة لانقطاع الطمث تؤثر في جودة حياتهن، ومن دخلن في سن اليأس المبكر (قبل سن الأربعين) نتيجة استئصال المبايض أو فشل المبيض المبكر (توقف المبيض عن العمل مبكرا)، والنساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام أو لديهن تاريخ عائلي للإصابة بها.
ولا يُنصح به لمن لديهن تاريخ مرضي يشمل: الجلطات الدموية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وأمراض القلب والكبد أو المرارة، وسرطانات حساسة للإستروجين مثل سرطان الثدي والرحم أو المبايض، والنزيف المهبلي غير المفسر، والمدخّنات الحاليات.