سيدني – كبسولة الصحية
في ظل تزايد حالات تآكل مفصل الركبة حول العالم، كشفت دراسة حديثة موسعة أجرتها جامعة سيدني عن أبرز العوامل المسببة لما يُعرف بـ”التهاب المفاصل التنكسي”، الذي يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والحركة اليومية، خاصة لدى كبار السن والنساء.
تفاصيل الدراسة:
اعتمد الباحثون في جامعة سيدني على تحليل بيانات 131 دراسة أُجريت بين عامي 1988 و2024، شملت أكثر من 150 عامل خطر وشارك فيها أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و80 عامًا، وقد ركزت الدراسة على تحديد أبرز مسببات فصال الركبة، وهو التدهور التدريجي لغضروف المفصل، والذي يؤدي بدوره إلى الألم والتيبّس وصعوبة الحركة، بحسب ما جاء من موقع ميديكال إكسبريس.
وأظهرت نتائج الدراسة أن السمنة، وإصابات الركبة السابقة، والأنشطة المهنية المجهدة مثل رفع الأحمال الثقيلة والعمل بنظام المناوبات، تعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بهذا النوع من الالتهاب.
العادات التي تقلل الخطر:
وبالمقابل، أشارت الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي متوسطي، وتناول أطعمة مثل الخبز الأسمر، وشرب الشاي الأخضر، قد يقلل من فرص الإصابة، كما يعد فقدان الوزن وتجنب الأغذية فائقة المعالجة من الإجراءات الوقائية الفعالة.
وذكرت الأستاذة كريستينا عبد الشهيد أن هذه الحالة المنهكة تؤثر على أكثر من 500 مليون شخص عالميًا، وتعد سببًا رئيسيا للإعاقة، خاصة أن النساء أكثر عرضة للإصابة بها بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، بحسب ما أوضحه البروفيسور ديفيد هانتر، المشارك في إعداد الدراسة.
دعوة للتدخل الحكومي:
وأكدت الدكتورة فيكي دونج، الباحثة الرئيسية، أن القضاء على السمنة والوقاية من إصابات الركبة يمكن أن يقللا من خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 14% على مستوى السكان، داعية الحكومات ومؤسسات الرعاية الصحية إلى تبني سياسات وقائية تشمل تحسين ظروف العمل، وتعزيز التغذية السليمة، وزيادة النشاط البدني.
تمثل نتائج هذه الدراسة دعوة صريحة لتغيير نمط الحياة وممارسات العمل، بما يسهم في الحد من انتشار أحد أكثر أمراض المفاصل إعاقة على مستوى العالم، ومع وعي أكبر وعناية بالصحة الجسدية، يمكن تقليل المعاناة وتحسين جودة الحياة للملايين.
