كبسولة الصحية – أبو ظبي
أظهر الأشخاص الذين يسهرون ليلاً، والذين حصلوا على تعليم عالٍ، تراجعاً إدراكياً ملحوظاً على مدار 10 سنوات، بينما لم يتأثر الأقل تعليماً، بغض النظر عن تفضيلاتهم في النوم، وفق بحث جديد.
ووجد فريق البحث من جامعة غرونينغن الهولندية، أن سوء جودة النوم وعادات التدخين يفسران حوالي 25% من علاقة ضبابية الدماغ، ما يُشير إلى أن التدخلات المُستهدفة قد تُساعد.
وبحسب “ستادي فايندز”، تنبع المشكلة من جداول العمل الصارمة التي تُجبر الأشخاص الذين يسهرون ليلًا على ما يسمّى “اضطراب التوقيت الاجتماعي” المزمن، ما يسبب تعارضاً مستمراً مع إيقاعات نومهم الطبيعية.
عامل التعليم
وتابع باحثون من جامعة غرونينغن المشاركين لمدة 10 سنوات، واكتشفوا أن الذين يسهرون ليلًا عانوا من تراجع إدراكي أكبر بكثير ممن يستيقظون مُبكراً.
بينما لم يُظهر الأشخاص الأقل تعليماً أي نمط من هذا القبيل، بغض النظر عن تفضيلاتهم في النوم.
اختبارات إدراكية
وبين المشاركين الحاصلين على تعليم جامعي، ارتبط كل تغيير في ساعات نومهم ليصبحوا أكثر سهراً بانخفاض قدره 0.80 نقطة في درجات اختباراتهم الإدراكية على مدار العقد.
وبالنسبة لشخص لديه جدول نوم متأخر شديد مقارنةً بشخص يستيقظ مبكرًا، يُترجم هذا إلى اختلافات ملحوظة في حدة الذهن.
ونمطك الزمني هو ببساطة التفضيل الطبيعي لجسمك لمواعيد النوم والاستيقاظ. يتحكم فيه إيقاعك اليومي، تلك الساعة الداخلية التي تعمل على مدار 24 ساعة والتي تنظم كل شيء من درجة حرارة الجسم إلى إنتاج الهرمونات.
وتشير التقارير الخاصة بتفضيلات النوم إلى أن حوالي 20% من البالغين يفضلون بشكل طبيعي أوقات النوم المتأخرة خلال منتصف العمر، بينما 7% فقط هم من الذين يسهرون للغاية.
لماذا يعاني الأذكياء من السهر؟
يبدو أن الصلة بالتعليم تتعلق بمرونة العمل.
عندما تُجبرك وظيفتك على الاستيقاظ مبكراً جداً عما يحتاجه جسمك، فإنك تُعاني مما يُطلق عليه الباحثون “اضطراب التوقيت الاجتماعي” – وهو في الأساس اضطراب توقيت بيولوجي مزمن.
وقد يُعاني الأشخاص الليليون المتعلمون تعليماً عالياً من هذا الاضطراب بشكل أكثر حدة لأنهم أقل تحكماً في جداول عملهم، ويكافحون باستمرار إيقاعاتهم الطبيعية.
بينما قد تفيد جداول العمل المرنة بشكل خاص الأشخاص الذين يسهرون ليلاً، ممن تلقوا تعليماً عالياً. فالشركات التي تسمح ببدء العمل في وقت متأخر للموظفين الذين يفضلون ساعات المساء قد تحمي صحة أدمغة موظفيها على المدى الطويل.
كما يمكن أن تساعد برامج تحسين النوم المستهدفة والإقلاع عن التدخين من يسهرون ليلاً في المهن المتطلبة.
من ناحية أخرى، يُفسر الكسل والتدخين 25% من التدهور المعرفي، ومن شأن معالجة هذه العوامل أن تُحدث فرقاً حقيقياً.