حقن شهيرة للتخسيس ترفع خطر الإصابة بسرطان الكلى ..

تسجيل 83 حالة بين مستخدمي الحقن

حقن شهيرة للتخسيس ترفع خطر الإصابة بسرطان الكلى ..
9 يونيو، 2025 - 1:06 ص

كبسولة الصحية – الأخبار

أشارت دراسة كبرى إلى أن حقن للتخسيس شهيرة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكلى، وهو نوع من السرطان الذي يُعرف بـ”السرطان الصامت” لقدرته على النمو دون ظهور أعراض واضحة في مراحله المبكرة.

لكن في المقابل، أظهرت الدراسة أن هذه الحقن تقلل من خطر الإصابة بأكثر من 12 نوعاً آخر من السرطان، مما يشير إلى أن فوائدها الصحية قد تفوق مخاطرها المحتملة، وتأتي هذه النتائج ضمن أكبر دراسة من نوعها على مستوى العالم شملت 86 ألف مريض مصابين بالسمنة أو زيادة الوزن، وتمت متابعتهم لمدة تصل إلى 10 سنوات، بحسب dailymail.

وأظهرت الدراسة أن استخدام الحقن للتخسيس أدى إلى انخفاض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 17% مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن المماثل الذين لم يستخدموا هذه الأدوية، وكان الانخفاض أكثر وضوحاً بالنسبة لسرطانات بطانة الرحم (بنسبة 15%) والمبيض (بنسبة 47%)، وهما نوعان من السرطان يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالسمنة.

لكن سرطان الكلى كان استثناءً، حيث كان المرضى الذين يتناولون حقن التخسيس أكثر عرضة للإصابة به بنسبة 33% مقارنةً بالمجموعة الأخرى.

وقال الدكتور هاو داي، أخصائي البيانات الصحية بجامعة إنديانا والذي قاد البحث، إن الدراسة قائمة على الملاحظة ولا تُثبت بشكل قاطع أن حقن التخسيس تسبب سرطان الكلى.

إلا أنه وصف النتائج بأنها “مثيرة للقلق” وأكد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في هذا الصدد، ويُسمى سرطان الكلى أحياناً بـ”السرطان الصامت”، لأنه قد ينمو دون ظهور أعراض في مراحله المبكرة. وعند ظهور الأعراض، غالباً ما يكون المرض قد انتشر بالفعل في الجسم، ما يقلل فرص النجاة بشكل كبير.

تشمل الأعراض المحتملة ظهور دم في البول، أو ألم أسفل الظهر، أو وجود كتلة محسوسة في البطن، وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتجنيد 43 ألف مريض يتناولون حقن التخسيس، ومطابقتهم مع 43 ألف مريض آخر لديهم نفس الخصائص لكن لم يستخدموا هذه الأدوية.

واعتمدت الدراسة على قاعدة بيانات FloridaOne+، والتي تحتوي على السجلات الطبية لملايين المرضى في ولاية فلوريدا، وكان متوسط أعمار المشاركين 52 عاماً، وكانت نسبة النساء بينهم حوالي 70%.

ولم يكن أي من المشاركين قد تم تشخيصه بالإصابة بالسرطان عند بداية الدراسة، نصف المشاركين كانوا يستخدمون هذه الحقن لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، والنصف الآخر استخدموها لعلاج السمنة.

وخلال فترة متابعة متوسطها ثلاث سنوات، سجل الباحثون 1900 حالة إصابة بـ16 نوعاً مختلفاً من السرطان بين المجموعتين، ومن بين هؤلاء، سُجلت 891 حالة بين مستخدمي الحقن، مقابل 1022 حالة بين من لم يستخدموها.

أما بالنسبة لسرطان الكلى، فقد سُجلت 83 حالة بين مستخدمي الحقن، مقابل 58 حالة بين من لم يستخدموها، وقال الباحثون إنهم يخططون لمواصلة متابعة المرضى لفترة أطول لتأكيد النتائج.

كما أشارت دراسات سابقة إلى صلة محتملة بين حقن التخسيس وسرطان الكلى. ففي يوليو الماضي، أظهرت دراسة شملت 1.6 مليون مريض بالسكري من النوع الثاني أن مستخدمي هذه الحقن كانوا أكثر عرضة بنسبة 54% للإصابة بسرطان الكلى مقارنةً بالمرضى الذين يتناولون دواء الميتفورمين.

ودعمت دراسة أخرى نشرت في مايو على 1.2 مليون مريض بالسكري هذه النتائج، إذ أشارت إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى بنسبة 45% لدى مستخدمي الحقن مقارنةً بمن يتناولون الميتفورمين.

من جانبه، قال الدكتور نيل إينجار، اختصاصي الأورام بمركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك، إنه “غير مقتنع تماماً” بالصلة المحتملة بين حقن التخسيس وسرطان الكلى، مشيراً إلى أن أبحاثاً أخرى أظهرت أن هذه الأدوية قد تحمي من سرطان الكلى.

وأضاف: “ما زلنا في مرحلة مبكرة جداً من جمع البيانات حول هذه الحقن، وستكون النتائج متضاربة في هذه المرحلة، نحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لدراسة هذا الرابط المحتمل”.

وعُرضت الدراسة الأخيرة في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاغو، أكبر مؤتمر للسرطان في العالم، وأبدى الدكتور داي أيضاً حذراً في تفسير النتائج، مؤكداً: “نحن بحاجة إلى إجراء دراسة رصدية أخرى لتأكيد ما إذا كانت هذه الأدوية تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكلى أم لا، من وجهة نظري، قد تكون هذه الأدوية ترفع بالفعل خطر بعض أنواع سرطان الكلى، لكننا لا نعلم بشكل مؤكد، ولذلك نحتاج إلى المزيد من البحث”.

وأشار إلى شريحة عرضها خلال تقديمه النتائج جاء فيها: “مراقبة سرطان الكلى: تشير الاتجاهات المرصودة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى، ما يبرز ضرورة المراقبة المستمرة وإجراء المزيد من الدراسات”.

ويرجح بعض الخبراء أن الآثار الجانبية الشائعة لهذه الحقن، مثل الغثيان الشديد والقيء والجفاف، قد تؤدي إلى تكرار الإصابة بأمراض الكلى الحادة، وهو ما قد يسبب تلفاً في أنسجة الكلى وزيادة خطر حدوث طفرات تؤدي إلى السرطان.

وهناك أيضاً قلق بشأن احتواء الكلى على مستقبلات GLP-1، وهي نفس المستقبلات التي تستهدفها هذه الحقن لتنظيم نسبة السكر في الدم وتقليل الشهية. ويتساءل بعض العلماء عما إذا كان التحفيز المستمر لهذه المستقبلات قد يؤدي إلى نمو غير طبيعي لخلايا الكلى، إلا أن ذلك ما زال افتراضياً ولم يُثبت في البشر.

وقد يكون لفقدان الوزن السريع والتغيرات الأيضية الكبيرة التي تسببها هذه الأدوية دورٌ أيضاً في تغيير الاستجابة المناعية للجسم أو كشف مشكلات سابقة في الكلى.

يُعد سرطان الكلى سابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً في الولايات المتحدة، حيث يتم تشخيص نحو 80 ألف حالة سنوياً، وفي المملكة المتحدة، تُسجل حوالي 14 ألف حالة جديدة سنوياً، ويودي المرض بحياة نحو 4700 شخص سنوياً.

ويتميز سرطان الكلى بمعدل بقاء مرتفع إذا تم تشخيصه في مرحلة مبكرة، إذ يعيش 75% من المرضى لمدة خمس سنوات أو أكثر، لكن إذا تم تشخيص السرطان بعد انتشاره لأجزاء أخرى من الجسم، فإن معدل البقاء ينخفض إلى 18% فقط.

ويُعتبر سرطان الخلايا الكلوية (Renal Cell Carcinoma) النوع الأكثر شيوعاً، إذ يمثل حوالي 90% من سرطانات الكلى لدى البالغين.

وعلى الرغم من أن التقدم في العمر يعد من عوامل الخطر—إذ يتم تشخيص معظم الحالات بعد سن الستين—إلا أن هناك زيادة مقلقة في الحالات بين البالغين الأصغر سناً، وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص المولودين في عام 1990 معرضون للإصابة بسرطان الكلى بمعدل يزيد مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بالأشخاص المولودين في عام 1955.

ويعزو بعض الباحثين هذه الزيادة جزئياً إلى تحسن وسائل التصوير والكشف المبكر، لكن العوامل البيئية، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم قد تلعب دوراً أيضاً.

 

اشترك في قائمتنا البريدية وابقَ على اطلاع دائم.