قلق عالمي بسبب انتشار «السعال الديكي».. أسبابه وطرق الوقاية منه

قلق عالمي بسبب انتشار «السعال الديكي».. أسبابه وطرق الوقاية منه
21 يونيو، 2025 - 2:33 ص

كبسولة الصحية – رويترز

في ظل تزايد المخاوف الصحية حول العالم، عاد مرض السعال الديكي إلى الواجهة بعد تفشيه بشكل لافت في بيرو، خاصة بين الأطفال، ما تسبب في وفاة عشرة منهم حتى الآن، هذا الوباء التنفسي المقلق يعيد طرح الأسئلة حول كيفية انتقاله، سبل الوقاية منه، وأهمية التدخل الطبي المبكر.

يشهد العالم في الوقت الراهن قلقا متزايدا إزاء عودة ظهور مرض السعال الديكي، لا سيما بعد أن سجلت بيرو ارتفاعا ملحوظا في الإصابات بين الأطفال، الأمر الذي أودى بحياة عشرة منهم، بحسب ما نقله موقع “كليفلاند كلينيك”.

السعال الديكي هو مرض تنفسي معدٍ يُعرف بالصوت المميز “للشهيق” الحاد الذي يصدره المريض بعد نوبات السعال،رغم أنه يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أن الرضع يكونون الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة، في مراحله الأولى، قد يبدو المرض مشابها لنزلات البرد العادية، لكنه سرعان ما يتحول إلى سعال مزمن ومتقطع قد يؤثر على التنفس، التغذية، وحتى النوم.

ويعود سبب التسمية إلى الصوت “الديكي” الذي يصدره المريض بعد محاولته لالتقاط أنفاسه عقب نوبة سعال شديدة، إلا أن هذا العرض لا يظهر لدى جميع المصابين، وخصوصا عند الأطفال الرضع الذين قد يعانون من مشاكل تنفسية حتى دون السعال.

تسبب بكتيريا تعرف باسم بورديتيلا الشاهوقية هذا المرض، حيث تهاجم بطانة الجهاز التنفسي وتحدث التهابات وتورما يؤدي إلى تراكم المخاط، وبالتالي حدوث سعال عنيف، ينتقل السعال الديكي بسهولة من شخص لآخر عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، وقد تظهر الأعراض بعد فترة حضانة تمتد من خمسة إلى عشرة أيام، وفي بعض الحالات حتى 21 يوما.

مراحل المرض:

يمر السعال الديكي بثلاث مراحل:

المرحلة الأولى “المرحلة النزلية”: أعراض شبيهة بالزكام، مثل سيلان الأنف وارتفاع طفيف في الحرارة.

المرحلة الثانية”نوبات السعال”: سعال متكرر يصعب السيطرة عليه، يليه صوت الشهيق.

المرحلة الثالثة (الشفاء): تبدأ النوبات بالاختفاء تدريجيا، لكن قد تستمر لأسابيع.

علاج السعال الديكي:

لا يؤدي العلاج بالمضادات الحيوية إلى التخلص التام من السعال، لكنه يُساعد على تقليل العدوى ومنع انتشارها للآخرين، الفائدة القصوى تكون عند بدء العلاج مبكرا.

وللتخفيف من الأعراض، يوصى باتباع ما يلي:

تناول العسل: مفيد لتلطيف الحلق، ولكن يجب تجنبه تماما للرضع دون سن عام.

الراحة التامة: تمكن الجسم من التعافي.

الإكثار من السوائل: لتليين المخاط وتسهيل خروجه.

استخدام مرطب هواء بارد: للمساعدة في تخفيف التهيج.

تناول وجبات صغيرة: لتقليل خطر التقيؤ.

تجنب المهيجات: مثل الغبار والدخان والمواد الكيميائية.

الوقاية عبر التطعيم:

اللقاح هو وسيلة الوقاية الأهم ضد السعال الديكي، حيث يقلل من فرص الإصابة وشدة الأعراض في حال العدوى، يوصى بتطعيم الأطفال في عمر مبكر، بينما يجب استشارة الطبيب بالنسبة للرضع لتحديد الوقت المناسب والجرعة المناسبة.

في ظل عودة السعال الديكي للانتشار في بعض الدول، تبقى الوقاية والتوعية الصحية حجر الأساس للحد من مخاطره، خصوصا عند الأطفال والرضع، وتبرز أهمية التطعيم المبكر، والتعامل السريع مع الأعراض عند ظهورها، وبينما لا يزال المرض تحت السيطرة في معظم الدول، فإن تجاهله قد يعيدنا إلى مراحل صحية أكثر هشاشة.