كبسولة الصحية – واشنطن
وُلد 8 أطفال في المملكة المتحدة باستخدام تقنية رائدة لتحليل الحمض النووي لـ 3 أشخاص للوقاية من حالات مرضية مهددة للحياة ترتبط بالميتوكوندريا التي ترتبط بالأم، إلا أن ردود الفعل على هذا الخبر كانت متباينة، بعضها فرحة بالإنجاز العلمي، والأخرى متسائلة حول الطبيعة الأخلاقية لهذه التقنية.
ويتلقى الأطفال المولودون بطريقة “النقل النووي” غالبية الحمض النووي من والديهم، مع نسبة ضئيلة (حوالي 0.1%) من المرأة المتبرعة.
وتتضمن هذه الطريقة المبتكرة، التي طورها خبراء في جامعة نيوكاسل ومؤسسة مستشفيات نيوكاسل أبون تاين، دمج المادة الوراثية من الأم والأب مع بويضة إضافية من متبرعة.
أمراض الميتوكوندريا
ووفق “سوري لايف”، أقر البرلمان البريطاني هذه التقنية عام 2015، إلا أن الولادات الأخيرة تؤكد فعاليتها في الوقاية من أمراض الميتوكوندريا، التي عادةً ما تُورث من الأم، ويمكن أن تؤدي إلى إعاقات شديدة أو وفيات الرضع.
وتُدرك العائلات التي لديها تاريخ من هذه الحالات المخاطر إذا كان لديها أطفال أو أقارب مصابون، أو إذا كانت الأم نفسها مصابة.
وفي حين تحافظ العائلات التي خضعت للعلاج على خصوصيتها، فقد شاركت بيانات مجهولة المصدر عبر مركز نيوكاسل للخصوبة، حيث أُجريت العلاجات، تعليقات من بعض الأمهات، أبدين فيها سعادتهن.
وقالت إحدى أمهات الأطفال معبرة عن امتنانها: “بعد سنوات من عدم اليقين، منحنا هذا العلاج الأمل”. وعلقت أخرى: لقد رُفع العبء النفسي لمرض الميتوكوندريا، وحل محله الأمل والفرح والامتنان العميق”.
مرض الحمض النووي للميتوكوندريا
وفق “نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين”، يولد طفل واحد تقريباً من كل 5 آلاف طفل بطفرات في الحمض النووي للميتوكوندريا كل عام، ما قد يؤدي إلى أمراض خطيرة.
و”تُنتج الميتوكوندريا الطاقة اللازمة للحياة، وتحتوي على جزء صغير من الحمض النووي يُشفّر فقط بعض التعليمات اللازمة لإنتاج الطاقة. ويمكن أن تُؤدي الطفرات الضارة في الحمض النووي للميتوكوندريا إلى انخفاض توافر الطاقة، ما يؤثر بشكل خاص على الأنسجة ذات الاحتياجات العالية للطاقة – مثل القلب والعضلات والدماغ”.
ويُورث الحمض النووي للميتوكوندريا من الأم، وبالتالي تنتقل هذه الأمراض من الأم إلى الطفل.
ونظراً لعدم وجود علاج لأمراض الحمض النووي للميتوكوندريا، فقد تركزت الجهود على تقنيات التلقيح الصناعي لتقليل خطر الإصابة بالأمراض من خلال محاولة منع انتقال طفرات الحمض النووي للميتوكوندريا المسببة للأمراض من الأم إلى الطفل.
وقد صممت جامعة نيوكاسل “تقنية التبرع بالميتوكوندريا الجديدة القائمة على التلقيح الاصطناعي، التي تُعرف باسم النقل النووي”.
وعلى الرغم من تشريع هذه التقنية في بريطانيا منذ 10 سنوات، إلا أن التقرير عن ولادة أطفال بهذه التقنية أثار ردود فعل متباينة، حيث أعرب البعض في التعليقات عن مخاوفهم، مثل: “هذا يبدو خاطئاً للغاية”، وتساؤلات مثل: “ما هي تداعيات هذا؟”، بينما أبدى البعض حماساً: “يُحقق العلم تقدماً هائلاً بهذا العلاج الجديد”.