كبسولة الصحية – رويترز
اكتشف باحثون أن الخلايا العصبية، التي تنقل المعلومات من المخ وإليه، مزودة “ببطاريات احتياطية” مهمتها إبقاء المخ يعمل خلال فترات الإجهاد الأيضي، التي تحدث عندما يتعرض الجسم لضغوط تفوق قدرته على التمثيل الغذائي بكفاءة.
وكان يعتقد أن خلايا المخ، التي تسمى الخلايا الدبقية، تعمل “مخازن طاقة” للخلايا العصبية وتخزن نوعاً من السكر يعرف باسم الغليكوجين وتوفره وقوداً عند الحاجة.
وقال ميليند سينغ من كلية الطب بجامعة ييل وقائد فريق البحث في الدراسة في بيان “لكننا نعلم الآن أن الخلايا العصبية نفسها تخزن الغليكوجين، ويمكنها تكسيره في حالة الضغط”، وأضاف “إنه مثل اكتشاف أن سيارتك هجينة، فهي لا تعتمد فقط على محطات الوقود وإنما تحمل بطارية طوارئ طوال الوقت”.
توصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف من خلال تجارب مجهرية على دودة أسطوانية وجهاز استشعار شديد الحساسية يتوهج عندما تكسر الخلايا السكر للحصول على الطاقة.
وقال الباحثون في دورية “بروسيدينجس أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينسز) إن هذه النتائج قد تسهم في تطوير علاجات جديدة للحالات العصبية التي يلعب فيها نقص الطاقة دوراً، مثل السكتة الدماغية والتنكس العصبي والصرع.
ووجد الفريق أن إنتاج الخلايا العصبية للطاقة اعتماداً على الغليكوجين يكتسب أهمية خاصة عندما تتعطل الميتوكوندريا، مصانع الطاقة الأساسية، في حالات منها قلة إمدادات الأكسجين.
وأضاف الباحثون أن الغليكوجين يعمل في هذه الظروف مصدر وقود يمكن الوصول إليه سريعاً مما يساعد الخلايا العصبية على البقاء نشطة عند احتمال توقف أنظمة أخرى.
وقال الباحث الكبير دانيال كولون راموس من جامعة ييل أيضاً في بيان “قد تكون هذه المرونة حاسمة في التعرف على كيفية الحفاظ على وظائف المخ واستجابته للضغوط”.
وأضاف “يعيد هذا البحث تشكيل فهمنا لاستقلاب طاقة المخ، ويفتح آفاقاً جديدة لاكتشاف كيفية حماية وظائف الخلايا العصبية ودعمها في المرض”.