حذّر فريق دولي من علماء حائزين على جائزة نوبل من مواصلة الأبحاث الرامية إلى تطوير ميكروبات أو بكتيريا جديدة مصنّعة داخل المختبر، مؤكدين أن هذه الدراسات قد تشكل “خطراً غير مسبوق” على البشرية. ووفقاً لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية، حذّر 38 عالماً من أن الميكروبات أو البكتيريا المصنّعة داخل المختبر، أو ما تعرف باسم “الحياة المرآة”، هي كائنات اصطناعية مبنية من نسخ معكوسة من ملايين الجزيئات الموجودة في الطبيعة.
وبصورة شارحة، قالوا: “كما أن اليد اليسرى تمثل صورة معكوسة غير متطابقة لليد اليمنى، فإن العديد من الجزيئات البيولوجية تمتلك نظائر معكوسة بنفس الطريقة”، في الوقت الذي أكد فيه العلماء أن هذه البكتيريا المعكوسة أو المصنعة يمكن أن تترسخ في البيئة وتتخطى الدفاعات المناعية للكائنات الطبيعية، مما يعرض البشر والحيوانات والنباتات لخطر الإصابة بعدوى مميتة.
وأوضح عالم الأحياء التطورية في جامعة بيتسبرغ، البروفيسور فون كوبر، أن التهديد الذي يقصده العلماء غير مسبوق؛ لأنه في حال هروب تلك البكتيريا من المختبر، فلن يكون هناك ما يمنعها من ترسيخ نفسها في الحيوانات أو النباتات والبشر، وفي كل الأحوال ستسبب عدوى مميتة.
وقال البروفيسور جريجوري وينتر، الحائز على جائزة نوبل في علم الأحياء من جامعة كامبريدج: “إن خطر البكتيريا المصنّعة في المختبر هو أن الكائنات الحية لن تتعرف عليها، ولن تمتلك الدفاعات الطبيعية لحماية نفسها من هجومها”.
وقد تم الكشف عن المخاوف الجديدة بشأن إنشاء ميكروبات “ميرور” في تقرير مكون من 299 صفحة، يظهر حماس العلماء النبيل من أجل التوصل إلى علاجات للأمراض المزمنة التي يصعب علاجها.
في المقابل، رفض علماء آخرون نظرية تعظيم خطورة البكتيريا المصنّعة مخبرياً، معتبرين أنها حتى الآن لم تظهر أدلة دامغة حول قدرتها على تهديد البشرية.