خبراء: الكرياتين مكمل غذائي يعالج الإمساك المزمن ويقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

خبراء: الكرياتين مكمل غذائي يعالج الإمساك المزمن ويقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء
18 أغسطس، 2025 - 12:13 ص

كبسولة الصحية – نيويورك

كشفت دراسة جديدة واعدة أنّ إضافة المزيد من الكرياتين إلى النظام الغذائي قد يُساهم في علاج الإمساك المزمن، بل وقد يقلّل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء القاتل.

وخلال الثلاثين عامًا الماضية، ارتفعت حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب بنسبة مقلقة بلغت 80% حول العالم، وفقًا للإحصاءات.

ويرى العلماء أنّ هذا الارتفاع يعود إلى عدة عوامل، من بينها تزايد معدلات التلوث، وارتفاع معدلات السمنة، إلى جانب الإمساك المزمن.

ولكن الباحثين في الولايات المتحدة يشيرون الآن إلى أن تناول الكرياتين من مصادر حيوانية يوميًا قد يقلل من خطر الإمساك بنسبة تصل إلى 19%.

يُعرف الكرياتين كمكمّل غذائي شائع بين الرياضيين ومحترفي اللياقة البدنية، لما له من دور في تعزيز الأداء أثناء التمارين عالية الشدة، مثل رفع الأثقال والتنس. لكن الأطباء وخبراء الصحة بدأوا في دراسة فوائده الصحية خارج نطاق الصالة الرياضية.

الكرياتين هو مركّب طبيعي يُنتجه الجسم في الكبد والكليتين والبنكرياس، كما يمكن الحصول عليه من ويعمل هذا المركّب كمصدر سريع للطاقة للعضلات، من خلال إعادة تزويد الجسم بجزيئات الطاقة المسماة “أدينوسين ثلاثي الفوسفات” (ATP)، والتي تُعد ضرورية لعملية التمثيل الغذائي العضلي.

الدراسة الجديدة، التي قادها باحثون من الولايات المتحدة، حلّلت بيانات أكثر من 10,700 شخص بالغ ضمن المسح الوطني للصحة والتغذية (NHANES) على مدار خمس سنوات.

وقام الباحثون بتحليل كمية الكرياتين الغذائي المستهلكة ومدى تأثيرها على حركة الأمعاء، مع مراعاة عوامل أخرى مثل العمر، الجنس، ومستوى النشاط البدني.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من الكرياتين كانوا أقل عرضة للإصابة بالإمساك المزمن. إذ ارتبط ارتفاع استهلاك الكرياتين بعشر مرات بانخفاض خطر الإمساك بنسبة 19%.

ويُعد الإمساك من الحالات الشائعة التي تصيب الأشخاص من جميع الأعمار، وتسبب صعوبة في التبرز وعدم القدرة على إفراغ الأمعاء بشكل كامل، مع أعراض تشمل آلام البطن، الانتفاخ، والغثيان. ويُقدّر أن الإمساك المزمن يصيب نحو 15% من سكان العالم.

وجد الباحثون أن تأثير الكرياتين كان أوضح لدى الرجال، والمدخنين، ومتعاطي الكحول، والأشخاص دون سن 48 عامًا، مما قد يساعد في مواجهة أزمة الإصابة بسرطان القولون لدى الشباب.

من جانبه، قال الجراح المتخصص في أمراض القولون والمستقيم، الدكتور هاني يوسف – والذي لم يشارك في الدراسة – إن الإمساك يُعد أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

وأوضح قائلاً: “الحفاظ على حركة أمعاء منتظمة أمر ضروري، لأنه يُقلل من الوقت الذي تبقى فيه السموم المحتملة على اتصال بجدار الأمعاء، وهو ما قد يُسبب ضررًا لبطانة القولون والمستقيم على المدى الطويل.”

هل تناول الكرياتين آمن؟

رغم فوائده، حذّر الخبراء من تناول الكرياتين كمكمّل غذائي بشكل مفرط، خاصة في ما يُعرف بمرحلة “التحميل”، وهي تقنية يستخدمها بعض الرياضيين بتناول جرعات عالية في البداية.

وقال الدكتور أفنيش ريدي، المتخصص في طب طول العمر، إن هذه المرحلة ليست ضرورية، وقد تجهد الكليتين دون فائدة تُذكر.

كما حذّر الباحثون من أن بعض أنواع مكملات الكرياتين تحتوي على مواد مُضافة تُعرف بـ “المستحلبات”، والتي ثبت أنها تُحدث خللاً في توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وتزيد من الالتهابات المرتبطة بسرطان القولون.

وصرحت الدكتورة ماريا أبرو، رئيسة الجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، لصحيفة “ديلي ميل” قائلة: “الالتهاب المزمن يؤدي إلى سرطان القولون، وأعتقد أن هذا هو المحرك الأساسي وراء ارتفاع الحالات لدى الشباب، أحد التغيرات الكبيرة في نظامنا الغذائي هو إضافة المستحلبات.”

أعراض سرطان الأمعاء

من أبرز أعراض سرطان القولون والمستقيم:

تغيّرات مستمرة في حركة الأمعاء (إسهال أو إمساك)

الشعور الدائم بالحاجة إلى التبرز

وجود دم في البراز

آلام في البطن

فقدان الوزن غير المبرر

الإرهاق الشديد

لكن المشكلة تكمن في أن المرض قد لا يُظهر أعراضًا واضحة في مراحله الأولى، مما يُصعّب عملية التشخيص والعلاج المبكر.

وعلى الرغم من ارتباط المرض بالسمنة، إلا أن عددًا متزايدًا من المصابين من الشباب يتمتعون بصحة جيدة ولياقة بدنية عالية، ما يُشير إلى وجود عوامل بيئية غير واضحة تمامًا، مثل الميكروبلاستيك والمواد الكيميائية الحديثة والتلوث.