كبسولة الصحية – لندن
تطلق أجسامنا مجموعة من الروائح التي قد تحمل مؤشرات مهمة عن حالتنا الصحية، بل وتكشف عن أمراض خطيرة قبل سنوات من تشخيصها التقليدي. يعمل العلماء الآن على تطوير تقنيات متقدمة، مثل “الأنف الروبوتي”، للكشف عن هذه المؤشرات الحيوية التي قد تساعد في تسريع تشخيص أمراض مثل باركنسون، السرطان، وداء السكري.
قصص وحقائق مذهلة
باركنسون (الشلل الرعاش): قادت سيدة بريطانية تدعى جوي ميلن، والتي تتمتع بحاسة شم خارقة، العلماء إلى تطوير اختبار للمرض. فقد لاحظت تغيرًا في رائحة زوجها قبل 12 عاماً من تشخيصه، حيث أصبحت رائحته تشبه المسك. يعتقد العلماء أن هذه الرائحة ناتجة عن تغير كيميائي في زيوت الجلد بسبب المرض.
داء السكري: قد تنبعث من أنفاس أو جلد مرضى السكري المصابين بنوبة نقص سكر الدم رائحة تشبه “التفاح الفاسد”. هذه الرائحة تنتج عن تراكم الكيتونات في الدم عندما يبدأ الجسم في حرق الدهون بدلاً من السكر.
أمراض الكبد والكلى: يمكن لرائحة الجسم أن تكون مؤشراً على أمراض الأعضاء الداخلية. فمثلاً، قد يكون وجود رائحة كريهة أو كبريتية في الأنفاس مؤشراً على مشاكل في الكبد. أما رائحة الأمونيا أو السمك أو البول في الأنفاس، فقد تشير إلى وجود مشاكل في الكلى.
الكلاب أبطال التشخيص
تمتلك الكلاب حاسة شم أقوى بـ100 ألف مرة من حاسة الإنسان، مما جعل العلماء يدربونها على اكتشاف أنواع مختلفة من السرطانات، مثل سرطان الرئة، الثدي، والمبيض. في إحدى الدراسات، تمكنت الكلاب من اكتشاف سرطان البروستاتا في عينات البول بدقة وصلت إلى 99%. كما دُرّبت على كشف علامات مبكرة لأمراض أخرى مثل باركنسون، الملاريا، ونوبات الصرع الوشيكة.
لماذا تتغير رائحة الجسم عند الإصابة بالمرض؟
يعود السبب إلى جزيئات تُعرف باسم المركبات العضوية المتطايرة (VOCs). هذه الجزيئات هي نواتج ثانوية لعملية الأيض (حرق الطعام لتحويله إلى طاقة). عندما يصاب الجسم بمرض أو عدوى، تتغير عملية الأيض، مما يؤدي إلى إنتاج مركبات متطايرة مختلفة عن المعتاد، وبالتالي تتغير رائحة الجسم.
يقول العلماء إن هذه التغيرات في الروائح غالبًا ما تكون دقيقة جدًا ويصعب على البشر تمييزها. ولهذا السبب، يرى العلماء أن المستقبل سيكون للتقنيات المتقدمة مثل الأنوف الروبوتية، أو حتى الكلاب المدربة، لمساعدتنا في تشخيص الأمراض الخطيرة في مراحلها المبكرة.