كبسولة الصحية – لندن
كشفت دراسة جديدة من جامعة سيدني في أستراليا أن متحوراً جينياً يُعرف بارتباطه بمرض ألزهايمر قد يكون له دور أوسع في التسبب في اضطرابات الجهاز العصبي وضعف الجهاز المناعي، وهو ما يغير فهمنا لأسباب هذه الأمراض.
بصمة مناعية شاملة
وجد الباحثون، بقيادة الدكتورة كايتلين فيني، أن الجين APOEε4 لا يؤثر فقط على المصابين بألزهايمر، بل يترك بصمة مناعية مميزة في الدم والسائل النخاعي والدماغ حتى لدى الأشخاص الأصحاء. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فحوصات مبكرة غير جراحية، حيث يمكن الكشف عن هذه التغيرات في الدم.
الجين APOEε4: خطر متعدد الأوجه
تشير النتائج إلى أن هذا الجين قد يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض أخرى مثل باركنسون والتصلب الجانبي الضموري (ALS)، بالإضافة إلى ألزهايمر. وتدعم الدراسة نظرية تقول إن بعض الجينات قد تكون مفيدة في الصغر بتقويتها للمناعة، لكنها تصبح ضارة في الكبر وتسبب التهابات مزمنة.
كما أظهرت الدراسة أن هذا الجين قد يؤثر على طريقة تفاعل الجسم مع الفيروسات، مثل فيروس الإنفلونزا، مما يعزز فكرة أن تأثيره مرتبط بالمناعة أكثر من مجرد تراكم البروتينات في الدماغ.
فرصة للتشخيص المبكر والعلاج الشخصي
يُعطي هذا الاكتشاف أملاً جديداً في مجال التشخيص والعلاج. فبفضل القدرة على تحديد الأشخاص الذين يحملون هذا الجين، يمكن توفير تدخلات وقائية مبكرة تقلل من خطر تطور الأمراض.
وهذا يؤكد التحول نحو الطب الدقيق، الذي يهدف إلى تصميم العلاج والوقاية بناءً على التركيبة الجينية لكل فرد، بدلاً من الاعتماد على الأدوية التقليدية التي تستهدف الأعراض فقط.