كبسولة الصحية – القاهرة
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أوكلاند the University of Auckland بنيوزيلندا ونُشرت في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس من العام الحالي في «مجلة نيتشر للاتصالات» journal Nature Communications، عن احتمالية أن تسهم بكتيريا الأمعاء الجيدة المصنّعة على شكل كبسولات، في علاج المشكلات المتعلقة بالبدانة لدى المراهقين.
من المعروف أن السمنة تُعد مشكلة صحية كبيرة في نيوزيلندا، حيث يُصنف واحد من كل عشرة أطفال، وواحد من كل ثلاثة بالغين على أنه مصاب بالسمنة، وهو ثالث أعلى معدل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) للدول المتقدمة اقتصادياً، تبعاً لإحصاءات وزارة الصحة في نيوزيلندا.
متلازمة التمثيل الغذائي
أكد الباحثون أن متلازمة التمثيل الغذائي تُعد من أكبر أخطار السمنة، وهي مجموعة من خمسة أعراض مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وزيادة محيط الخصر، وارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL). وهذه المتلازمة تمهد في المستقبل للإصابة بالعديد من الأمراض؛ وأهمها السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والسكتة الدماغية وهشاشة العظام وصعوبة التنفس في أثناء النوم
سمنة المراهقين
أجرى الباحثون الدراسة على نحو 90 مراهقاً يعانون جميعاً من السمنة لمعرفة إذا كان نقل البراز الذي يحتوي على ميكروبيوم متنوع وصحي (على شكل كبسولات دوائية) المأخوذ من متبرعين أصحاء سوف يُحدث فرقاً في صحتهم ووزنهم من عدمه. وفي المقابل أعطى الباحثون كبسولات تحتوي على دواء وهمي (من دون مادة فعالة) لمجموعة أخرى من المراهقين الذين يعانون من السمنة أيضاً للتأكد من النتائج.
وفي المجموعة التي شملتها الدراسة كان هناك واحد من كل ثلاثة من المراهقين يعاني من متلازمة التمثيل الغذائي التي تؤدي على المدى الطويل إلى عواقب صحية وخيمة مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني خمسة أضعاف الأشخاص العاديين، وأيضاً مضاعفة خطر الوفاة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
بعد مرور أربع سنوات تتبع الباحثون وزن المراهقين الذين شاركوا في الدراسة لمعرفة تأثير الكبسولات الدوائية عليهم. وأظهرت النتائج أن أفراد المجموعة الأولى الذين تلقوا كبسولات الميكروبيوم الصحي على الرغم من أنهم لم يفقدوا الوزن بشكل ملحوظ فإنهم في المقابل لم يكتسبوا وزن إضافياً على عكس أفراد المجموعة الثانية الذين تلقوا الدواء الوهمي وزاد وزنهم.
لاحظ الباحثون أيضاً أن الكبسولات التي تحتوي على الميكروبيوم أدت إلى انخفاض كبير في متلازمة التمثيل الغذائي استمر لأربع سنوات على الأقل، مما يعني أن الكبسولات لم تسهم فقط في الحفاظ على الوزن وعدم زيادته ولكن أيضاً أسهمت في وقاية المشاركين من الإصابة بمضاعفات السمنة مثل السكري وأمراض القلب على المدى الطويل.
تُعد نتائج هذه الدراسة بالغة الأهمية لأنها تمهد الطريق لعمل كبسولات علاجية تحتوي على الميكروبيوم يمكن أن يستمر مفعولها الدوائي لفترات طويلة لأن البكتيريا الجيدة الموجودة في الكبسولات المستخدمة في الدراسة ظلت سليمة وتكاثرت في أمعاء المشاركين بعد أربع سنوات من نقل البراز الأصلي، وهو الأمر الذي يمكن أن يُغير تماماً من علاج كثير من الأمراض المتعلقة بالتمثيل الغذائي.
في النهاية أكد الباحثون أنهم بصدد تجربة الكبسولة على عدد أكبر من المشاركين من فئات عمرية مختلفة في المستقبل القريب. ومن خلال الاستفادة من الميكروبيوم يمكن تقليل خطر الإصابة بكثير من الأمراض قبل حدوثها سواء التي تتعلق بالجهاز الهضمي بشكل مباشر أو غير مباشر.