دعوة لتبني سياسات تضمن إدراج خدمات الصحة النفسية في خطط إدارة الأزمات

دعوة لتبني سياسات تضمن إدراج خدمات الصحة النفسية في خطط إدارة الأزمات
5 أكتوبر، 2025 - 8:23 م

الرياض – كبسولة الصحية
تُعزز المملكة العربية السعودية التزامها تجاه الصحة النفسية، حيث تواكب الاحتفال بـ اليوم العالمي للصحة النفسية 2025م تحت شعار “الوصول لخدمات الصحة النفسية في الأزمات والكوارث”، الذي يوافق 10 أكتوبر من كل عام.
وأكد المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية أن الاحتفال هذا العام يأتي في ظل تزايد التحديات العالمية، مما يستدعي مضاعفة الجهود لضمان وصول عادل للخدمات النفسية في المناطق المتضررة، مشدداً على أهمية بناء منظومة متكاملة تكون فيها الرعاية النفسية جزءًا لا يتجزأ من خطط الاستجابة للطوارئ بشكل نوعي واستباقي.
دعوة ملحة ودليل إجرائي لتمكين الصمود
يأتي هذا التركيز الوطني في وقت تؤكد فيه الحقائق العالمية ضرورة التدخل؛ حيث تشير الأرقام إلى أن 1 من كل 5 أشخاص في مناطق النزاع يعاني من اضطرابات نفسية، وأن 80% من الناجين من الكوارث يعانون من أعراض القلق والاكتئاب خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
ويؤكد المركز الوطني أن الدعم النفسي يساهم في تقليل احتمال تطور اضطرابات ما بعد الصدمة بنسبة تصل إلى 40%.
ودعا المركز جميع الجهات المعنية إلى تبني سياسات تضمن إدراج خدمات الصحة النفسية في خطط إدارة الأزمات، وتمكين الكوادر العاملة في الصفوف الأمامية بمهارات الإسعافات النفسية الأولية وكسر الوصمة المرتبطة بطلب الدعم النفسي.
الدليل الإجرائي 2025.. خريطة طريق للاستجابة النفسية
وفي خطوة لترجمة هذه التوجهات إلى إجراءات عملية، أتاح المركز الوطني دليل تفعيل اليوم العالمي للصحة النفسية 2025م.
ويُعد هذا الدليل بمثابة خريطة طريق إجرائية موجهة للجهات الحكومية والخاصة، تهدف إلى توحيد الجهود وتقديم إطار عمل متكامل يضمن دمج الدعم النفسي في أي خطة استجابة للطوارئ، مما يرسخ مبدأ بناء مجتمعات أكثر مرونة في مواجهة الأزمات.
منظومة دعم وطنية متعددة القطاعات
تُبذل المملكة جهوداً كبيرة في هذا المجال على المستويين المحلي والإقليمي، من خلال عدة مبادرات وبرامج لدعم وتشجيع الإبداع في تعزيز الصحة النفسية وتحفيز المنشآت لتحسين مستوى الخدمات. وتتجسد هذه الجهود في أمثلة متعددة، أبرزها:
– مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: الذي يقدم دعماً نفسياً مباشراً في المناطق المتضررة دوليًا.
– التعاون الدولي والبحث العلمي: من خلال شراكات مع منظمة الصحة العالمية لتدريب الكوادر وتمويل الأبحاث ذات الصلة في الجامعات السعودية.
– المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية: الذي يساهم بحملات توعوية وتقديم الاستشارات عبر الهاتف وتطبيق “قريبون” ومشروع المساعدة النفسية الأولية.
– جهات أخرى داعمة: تشمل دور مجلس شؤون الأسرة، وجهود هيئة الصحة العامة “وقاية” في تنفيذ برامج وسياسات الصحة النفسية في أماكن العمل أثناء الأزمات.
ويأمل المركز الوطني أن يكون اليوم العالمي دافعًا للعمل نحو بناء مجتمعات أكثر مرونة في مواجهة الأزمات، وجعل الصحة النفسية أولوية قصوى في كل خطط الاستجابة.