كبسولة الصحية – وكالات
كشف العلماء أن هناك فرقاً جوهرياً بين العرق الناتج عن المجهود البدني والعرق الناتج عن التوتر والقلق، مؤكدين أن عرق التوتر هو الأقوى رائحة والأكثر إزعاجاً. وتكمن الإجابة في نوع الغدد التي يثيرها كل سيناريو، حيث أن التعرق ليس مجرد استجابة واحدة لارتفاع الحرارة، بل هو نظام معقد.
يُسمى العرق الساخن العرق المنظم للحرارة، وهو استجابة الجسم الطبيعية لارتفاع درجة الحرارة الأساسية، التي تنتج غالباً عن المجهود البدني. وعندما يتبخر هذا العرق، الذي يتكون في الغالب من الماء والملح، فإنه يبرد الجسم. يحدث هذا عندما ترسل منطقة تحت المهاد في الدماغ إشارات مباشرة عبر الحبل الشوكي إلى الغدد العرقية المنتشرة في معظم أنحاء الجسم.
في المقابل، يُطلق على العرق البارد اسم “العرق النفسي”، ويظهر عند الشعور بالتوتر أو القلق أو الخوف أو الألم. في هذه الحالة، تنشط اللوزة الدماغية (مركز العواطف) منطقة تحت المهاد، وتُفرز الغدد الكظرية هرموني النورأدرينالين والأدرينالين. وتتأثر بهذا العرق الغدد المفرزة المتواجدة بشكل أساسي في الإبطين والثديين والوجه.
العرق نفسه – سواء كان ساخناً أو بارداً – ليس له رائحة. الرائحة تنتج فقط عندما تتغذى البكتيريا الموجودة على الجلد على مكونات العرق. وقد أظهرت الدراسات أن العرق البارد الناتج عن التوتر هو الأقوى رائحةً، لعدة أسباب: يحتوي عرق الغدد المفرزة (العرق البارد) على الكثير من الدهون والبروتينات والسكريات والأمونيا. هذه المكونات تُعد “وجبة لذيذة” ومثالية لنمو البكتيريا وتكاثرها بسرعة، مما يزيد من إنتاج المركبات العضوية المتطايرة المسؤولة عن الرائحة، كما خلصت دراسات إلى أن الروائح المنطلقة مع عرق الخوف تحمل إشارات مميزة تُنذر الآخرين بالابتعاد، وهي وظيفة تطورية قديمة. لذا، فإن دراسة صغيرة من اليابان أشارت إلى أن التوتر، وليس التمارين الرياضية، هو ما يُسبب روائح الجسم الكريهة لدى الذين لا يملكون عادةً رائحة قوية.