MESTRO 2025 Congress

كارثة الساعتين: هكذا يُدمر الحرمان المزمن من النوم دماغك وجسمك

كارثة الساعتين: هكذا يُدمر الحرمان المزمن من النوم دماغك وجسمك
23 أكتوبر، 2025 - 6:01 ص

كبسولة الصحية – إنديان إكسبريس

أصبح الحرمان من النوم أمراً شائعاً، سواء بسبب إدمان الشاشات، أو ضغوط العمل، أو الإفراط في التفكير، غالباً ما يكون النوم هو أول ما يتم إهماله. تشير إحصاءات النوم لعام 2025 إلى أن حوالي ثلث البالغين حول العالم يحصلون على أقل من سبع ساعات الموصى بها يومياً، وفقاً لصحيفة “إنديان إكسبريس” (Indian Express).

لكن ما هو الثمن الحقيقي عندما يقتصر النوم على ساعتين فقط لفترة طويلة؟

للتعرف على حجم الضرر، توضح الدكتورة نيتو جين، استشارية طب النوم بمستشفى PSRI، أن النوم لهذه الفترة المحدودة “يعطّل قدرة الدماغ على العمل بشكل كبير”. إنها حالة من الفوضى تبدأ في الجهاز العصبي وتنتشر لبقية الجسم:

تعطيل قدرة الدماغ والمزاج

الحرمان الشديد من النوم يدفع الدماغ إلى صراع حقيقي. يكافح لمعالجة المعلومات بكفاءة، ما يؤدي إلى ضعف الذاكرة والتركيز بشكل ملحوظ.

ارتفاع الكورتيزول وضعف المناعة: على المستوى الجسدي، يعاني الجسم من اختلال هرموني؛ ترتفع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، بينما تضعف وظائف جهاز المناعة.

تأثير شبيه بالتسمم الكحولي: تحذر الدكتورة جين من أن ليلة واحدة فقط من قلة النوم الشديدة يمكن أن تُضعف التنسيق والحكم، بشكل مماثل لحالة التسمم الكحولي الخفيف.

الاندفاع وتقلب المزاج: الحرمان المزمن يقلل من نشاط “القشرة الجبهية” المسؤولة عن المنطق والتحكم في الانفعالات، بينما يُحفز بشكل مفرط “اللوزة الدماغية” التي تتحكم في مشاعر الغضب والخوف. والنتيجة هي أن يصبح الشخص أكثر انفعالاً وقلقاً، وتصبح قراراته اندفاعية ويجد صعوبة في إدارة التوتر بهدوء.

سرعة ظهور الآثار الجسدية

تلفت الدكتورة جين الانتباه إلى سرعة ظهور آثار نقص النوم، والتي لا تستغرق سوى أيام قليلة:

مظهر الجلد والعيون: يصبح الجلد باهتاً بسبب انخفاض إنتاج الكولاجين، وتصبح الأوعية الدموية تحت العينين أكثر بروزاً، مما يسبب ظهور الهالات السوداء.

تقلبات الوزن: قد تؤدي الاختلالات الهرمونية إلى تقلبات في الوزن؛ فالحرمان من النوم يزيد من هرمون الجوع (الغريلين) ويقلل من هرمون الشبع (الليبتين)، مما ينتج عنه الإفراط في تناول الطعام.

مخاطر طويلة المدى على الصحة

تحذر الدكتورة جين من أن الحرمان من النوم طويل الأمد يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة وخطيرة:

أمراض القلب والدماغ: يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكري، والاكتئاب.

الزهايمر والتدهور المعرفي: تقل قدرة الدماغ على التخلص من السموم، ما يساهم في التدهور المعرفي ويزيد من خطر الإصابة باضطرابات عصبية تنكسية مثل الزهايمر.

الإرهاق العاطفي: تضعف قلة النوم المزمنة أيضاً المرونة العاطفية وتزيد من خطر القلق والإرهاق النفسي.

حلول مؤقتة ونصائح للتعويض

إذا لم يكن أمام الشخص خيار سوى النوم لفترات قصيرة جداً، تنصح الدكتورة جين بالآتي:

حلول مؤقتة: يمكن أن تساعد القيلولة القصيرة (20-30 دقيقة)، وشرب الماء، وتناول وجبات متوازنة، والتعرض للضوء الطبيعي على الحفاظ على اليقظة مؤقتاً. لكنها تؤكد: “هذه مجرد حلول مؤقتة، ولا يُمكنها أن تُغني عن النوم السليم”.

التعويض التدريجي: تنصح الطبيبة بزيادة تدريجية في مقدار النوم بمعدل 30 إلى 60 دقيقة يومياً، والحفاظ على وقت نوم ثابت، وتجنب الكافيين أو الشاشات قبل الخلود للراحة.