واشنطن – كبسولة الصحية
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن حمضاً أمينياً شائعاً ومتوفراً في الأطعمة اليومية قد يساعد الأمعاء على التعافي والتجديد بعد تعرضها للأضرار الناجمة عن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي للسرطان.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature، أن حمض السيستين (Cysteine)، وهو حمض أميني يحتوي على الكبريت ويتواجد في اللحوم والجبن والمكسرات والفاصوليا، أظهر قدرة قوية على تجديد الخلايا الجذعية والخلايا المعوية المبكرة التي تتضرر أثناء علاج السرطان.
آلية عمل السيستين
أشار عمر يلماز، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير مبادرة الخلايا الجذعية في MIT، إلى أن تزويد المرضى بنظام غذائي غني بالسيستين أو مكملات غذائية تحتوي عليه “قد يساعد في الحد من أضرار العلاج الكيميائي أو الإشعاعي”، مشدداً على أنه “مركب طبيعي موجود في الطعام”.
وأظهرت الدراسة، التي أُجريت على الفئران، أن السيستين يعزز نشاط الخلايا المناعية التي بدورها تُطلق إشارات تحفز إصلاح الأنسجة وتجديدها. كما ساعد النظام الغذائي الغني بالسيستين الأمعاء على التعافي من آثار دواء 5-فلورويوراسيل المستخدم لعلاج سرطاني القولون والبنكرياس.
وقال الباحث فانغتاو تشي إن هذا الحمض الأميني هو الأكثر فعالية في تحفيز تجدد خلايا الأمعاء الدقيقة، وهي المنطقة الأساسية لامتصاص البروتينات. وأشار عمر يلماز إلى أن هذه الدراسة هي الأولى التي تحدد حمضاً أمينياً واحداً يمتلك هذه القدرة الواضحة على تجديد خلايا الأمعاء.
نصائح وتحذيرات طبية
من جهتها، أكدت الدكتورة آمي هورنامان، المتخصصة في الطب الوظيفي، أن النتائج واعدة لكنها تحتاج إلى تأكيد في تجارب بشرية قبل التوصية بها سريرياً. وأوضحت أن السيستين يمكن الحصول عليه أولاً من نظام غذائي متنوع، مشيرة إلى أن الاحتياجات اليومية من الأحماض الأمينية الكبريتية تتراوح بين 13 و 19 مليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
كما نصحت مرضى السرطان بضرورة الحفاظ على الترطيب والتركيز على البروتين والألياف الخفيفة، مع تجنب مكملات مضادات الأكسدة عالية الجرعة أثناء العلاج إلا تحت الإشراف الطبي المباشر.