الرياض – كبسولة الصحية
حذر استشاري سعودي من التهاون في التطعيمات الأساسية، بعد أن عاد مرض الدفتيريا (الخُنّاق) للظهور مجددًا في الجزائر وموريتانيا واليمن، بعد أن نسيه العالم لسنوات طويلة.
وأوضح الدكتور مشبب بن علي العسيري، استشاري الأورام والعلاج بالأشعة وخبير في مكافحة السرطان والكشف المبكر وتعزيز الصحة، في حسابه على منصة X، أن هذا المرض الخطير تمت السيطرة عليه بفضل الله ثم بفضل التطعيم، الذي يُعد من أعظم إنجازات الطب على الإطلاق، مشيرًا إلى أن عدم التطعيم والحملات المضادة للتطعيم التي يروّج لها بعض مشاهير التواصل الاجتماعي، إضافة إلى عدم أخذ الجرعات المعززة، قد تؤدي إلى كوارث صحية عالمية.
وبيّن أن التطعيم ضد الدفتيريا يُعد من ضمن التطعيمات الإلزامية في المملكة العربية السعودية، ضمن برنامج التطعيم الثلاثي الذي يشمل أيضًا الكزاز والسعال الديكي، داعيًا الجميع إلى الالتزام بمواعيد التطعيم لحماية الفرد والمجتمع.
ومرض الدفتيريا (Diphtheria) — ويُعرف بالعربية باسم الخُنّاق — هو عدوى بكتيرية حادة تُصيب عادة الأنف والحلق، وتُسببها بكتيريا تُسمى Corynebacterium diphtheriae.
وتفرز هذه البكتيريا سمًّا قويًا يؤدي إلى تكوُّن غشاء سميك رمادي في الحلق واللوزتين، قد يسبب صعوبة في التنفس والبلع، كما يمكن أن ينتشر السم عبر الدم مسببًا تلفًا في القلب والأعصاب والكلى.
ويُعد المرض من أخطر الأمراض المعدية التي كانت تسبب وفيات عالية قبل اكتشاف اللقاح، لكنه اليوم نادر الحدوث في الدول التي تطبق برامج تطعيم شاملة.
الوقاية الرئيسية من الدفتيريا تكون عبر اللقاح الثلاثي (DTP)، الذي يقي أيضًا من الكزاز والسعال الديكي، ويُعطى للأطفال على جرعات متتالية منذ الأشهر الأولى من العمر، مع جرعات معززة لاحقًا للحفاظ على المناعة.
وعلى الرغم من أن المرض أصبح نادرًا في معظم الدول، إلا أن انخفاض معدلات التطعيم أو تأخر الجرعات قد يؤدي إلى عودة ظهوره كما حدث مؤخرًا في بعض الدول.