خاص – كبسولة الصحية

تستعد العاصمة السعودية، الرياض، لإطلاق ملتقى الصحة العالمي 2025 خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر المجاري، وسط اهتمام إعلامي ودولي مكثف يؤكد تحول الحدث من معرض إقليمي إلى منصة استراتيجية عالمية. هذا الاهتمام المتصاعد يعكس اعترافاً متزايداً بالدور المحوري الذي تلعبه المملكة في تشكيل مستقبل القطاع الصحي، خاصة في ظل جهود برنامج تحول القطاع الصحي المنبثق من رؤية 2030.

وقد رصدت الصحافة المتخصصة ومنصات الأعمال الدولية، في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا والأسواق الإقليمية، تركيزاً عميقاً على الملتقى، حيث عكست التقارير تحولاً في النظرة العالمية للمملكة من مجرد مستهلك للتكنولوجيا إلى شريك مؤثر في صياغة المستقبل الصحي.

تحليلات دولية تستهدف الفرص الاستثمارية الكبرى

تناولت الهيئات التجارية ومنصات الشراكة في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا الملتقى بوصفه البوابة الذهبية للاستثمار، مؤكدة أن زخم الإنفاق الحكومي في المملكة هو الدافع الأكبر وراء التوسع العالمي في المشاركة.

ركزت التقارير الصادرة عن هذه الأوساط على الفرص المتاحة في مجالات الأجهزة الطبية الحديثة، وحلول الصحة الرقمية المتقدمة، خاصة وأن الملتقى يعد منصة رئيسية لعقد صفقات التوطين والشراكة طويلة الأمد.

وفي السياق الأوروبي، أشارت المطبوعات المتخصصة والجمعيات المهنية في دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا إلى أن الملتقى يوفر للشركات الأوروبية فرصة مباشرة لدمج حلولها في بيئة صحية متطورة تسعى إلى تبني أحدث مفاهيم الطب الشخصي والبيوتكنولوجيا، هذا التركيز يدل على إدراك دولي بأن السوق السعودي أصبح حاضناً فعّالاً لتطبيق الابتكارات الأكثر تعقيداً.

مكانة رائدة بفضل التوسع القياسي والعمق العلمي

عزز التناول الإقليمي، عبر المجلات المتخصصة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، مكانة الملتقى من خلال تسليط الضوء على الأرقام القياسية لنسخة هذا العام، فلقد أشار  التقرير إلى نمو عدد الأجنحة الدولية المشاركة، التي تضم وفوداً رسمية من أكثر من 20 دولة كبرى من ضمنها الصين وتركيا، وهو ما يمثل دليلاً ملموساً على الاعتراف الإقليمي والدولي المتنامي بـ ريادة الرياض كمركز رئيسي لصناعة صفقات القطاع الصحي، كما لم يغفل التناول العلمي للحدث، حيث شددت الأجندة الإعلامية على أن الملتقى لم يعد مجرد منصة لعرض المنتجات، بل منتدى علمي يركز على محاور ذات تأثير عالمي مثل الذكاء الاصطناعي في التشخيص وكفاءة الرعاية، ويتم خلاله عرض الإنجازات السريرية المتقدمة في المستشفيات السعودية، مثل جراحات الروبوت المتخصصة، مما يرسخ صورة المملكة كمركز يمتلك قدرات علاجية وبحثية متطورة.

التحول الاستراتيجي للمملكة

يؤكد التناول العالمي للحدث أن الملتقى قد حقق تحولاً استراتيجياً عميقاً، فلقد تحولت النظرة العالمية من كونه سوقاً تقليدياً إلى كونه منصة للشراكة الاستثمارية والعلمية، تدعم أهداف توطين الصناعات الدوائية والتقنية في المملكة، هذا التلاقي الدولي على أرض الرياض يرسخ مكانة المملكة كـ قوة مؤثرة في التخطيط المستقبلي للرعاية الصحية، حيث يتم صياغة الاستراتيجيات وتأمين التمويل وتوجيه الابتكارات لتكون حلولاً عالمية المستوى، مما يعزز دورها كقائد صاعد في قطاع الرعاية الصحية المستدامة والمستقبلية.