 
	
																		
																		
									
									
									القاهرة – محمد مطاوع
يتحول شهر نوفمبر من كل عام إلى ساحة عالمية للمواجهة والتوعية ضد واحد من أكثر الأمراض فتكاً وإهمالاً في العالم، من هنا يحتفي العالم في الأول من شهر نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لسرطان الرئة.
سرطان الرئة، هذا المرض يواصل حصد الأرواح في صمت، حيث تشير الإحصاءات إلى أنه يقتل ضعف عدد الضحايا الذين يفقدهم العالم بسبب سرطان القولون والمستقيم.
في مواجهة هذا الوباء الصامت، ترفع المملكة مستوى جاهزيتها الصحية ضمن مستهدفات “رؤية 2030″، عبر تكثيف جهود مكافحة التبغ وتفعيل برامج الكشف المبكر المتقدمة، مؤكدة أن المعركة ضد المرض تبدأ بالوقاية وتنتقل إلى التشخيص الدقيق لضمان نسب شفاء أكبر.
إحصاءات خطيرة
الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لا تدع مجالاً للشك حول خطورة هذا المرض:
– الأكثر فتكاً عالمياً: يُعد سرطان الرئة أكثر أنواع السرطان شيوعاً والسبب الأكبر للوفيات الناتجة عن السرطان في جميع أنحاء العالم.
– أرقام صادمة: في عام 2022، تم تشخيص ما يقرب من 2.5 مليون شخص بالمرض، وتوفي بسببه أكثر من 1.8 مليون شخص.
– المُتهم الرئيسي: يظل تدخين التبغ العامل الرئيسي للإصابة، فهو مسؤول عن ما يصل إلى 85% من جميع الحالات، وتتعدد عوامل الخطر الأخرى بين التلوث البيئي، والتدخين السلبي، وعوادم محركات الديزل.
تكمن الكارثة في أن معظم الحالات لا يتم اكتشافها إلا في مراحلها المتقدمة، حيث يصبح العلاج أصعب وتقل نسب الشفاء بشكل كبير.
الوضع في المملكة.. تحدٍ محلي بمقاييس عالمية
في المملكة، وعلى الرغم من أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة هي أقل بنسبة 50% من المتوسط العالمي ، حيث تبلغ النسبة حوالي 20 حالة جديدة لكل 100 ألف شخص مقارنة بـ 40 عالمياً)، إلا أن المرض لا يزال يمثل تحدياً صحياً هاماً. ويصنف سرطان الرئة كواحد من أكثر عشرة أورام سرطانية انتشاراً في المجتمع السعودي، ويحتل المرتبة السابعة بين جميع السرطانات في كلا الجنسين.
ويُشدد الخبراء في المملكة على أن الفئة الأكثر عرضة للخطر هم المدخنون وكبار السن فوق 55 سنة، مما يبرز الأهمية الحيوية لاستمرار الحملات التوعوية بأعراض المرض، وأهمية الفحص والتشخيص المبكر.
إنجازات وطنية.. الكشف المتقدم ومكافحة التبغ
تحقيقاً لمستهدفات برنامج التحول الصحي ورؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض، كثفت المملكة جهودها لمواجهة سرطان الرئة عبر مسارين متوازيين:
برامج مكافحة التبغ الشاملة: تقود وزارة الصحة عيادات مكافحة التدخين التي تقدم العلاج بالمجان، هذه البرامج حاسمة، حيث أثبتت الأبحاث أن الإقلاع عن التدخين يقلل معدلات الوفيات بسرطان الرئة بنسبة تتجاوز 90%.
تعزيز الكشف المبكر والمسح الشامل
بدأت تحركات صحية واسعة تهدف لإجراء مسح شامل حول سرطان الرئة، وتتركز أبرز التطورات في مجال الكشف المبكر على استخدام التصوير المقطعي منخفض الإشعاع (Low-Dose CT Scan)، خاصة للمدخنين الشرهين، هذا الأسلوب يسمح بالكشف المبكر، مما يزيد من نجاعة العلاج ويرفع من نسب الشفاء.
الدعم المؤسسي والاجتماعي:
تعمل المؤسسات الصحية والجمعيات الخيرية السعودية لمكافحة السرطان على توفير الدعم الاجتماعي والنفسي والمالي للمرضى، مؤكدة على أن المعركة ضد السرطان هي مسؤولية مجتمعية شاملة تسعى لتعزيز جودة الحياة للمصابين وذويهم.