نيويورك – كبسولة الصحية

الشعور بالبرد طوال الوقت، أو عدم تحمل البرودة، لا يتعلق دائماً بدرجات الحرارة الخارجية فحسب، بل يشير في كثير من الحالات إلى حالة مرضية كامنة تتطلب الانتباه. ووفق ما ذكره موقع «هيلث» المعني بأخبار الصحة، فإن هذه الحساسية المفرطة لدرجات الحرارة الباردة قد تكون عرضاً لضعف الدورة الدموية، أو قصور الغدة الدرقية، أو فقر الدم، وهي من بين 10 أسباب شائعة تُضعف قدرة الجسم على إنتاج الحرارة والاحتفاظ بها.

تتنوع أسباب الشعور الدائم بالبرد بين أمراض الجهاز العصبي والهرموني وصولاً إلى نقص التغذية والسلوكيات اليومية.

أسباب هرمونية ومناعية ودورية

يُعد قصور الغدة الدرقية أحد أكثر أسباب الشعور الدائم بالبرد شيوعاً، حيث يتباطأ التمثيل الغذائي لديك دون المستوى المناسب بسبب نقص هرمون الغدة الدرقية، ما يمنع الجسم من توليد حرارة كافية. ويُمكن للأدوية أن تحل محل هذا الهرمون الناقص.

يأتي فقر الدم الناتج عن نقص الحديد في طليعة الأسباب الشائعة، إذ يُعد عنصراً أساسياً لمساعدة خلايا الدم الحمراء على حمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم لإنتاج الحرارة. ولحل هذه المشكلة، يُنصح بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد، مثل العدس والكبد والسبانخ، بالإضافة إلى فيتامين «ج» الذي يعزز الامتصاص. كما أن نقص فيتامين “ب 12” قد يسبب فقر الدم والشعور بالبرد، ويُعالج بتناول الأطعمة المدعمة كالحبوب ومنتجات الألبان.

تؤدي مشكلات ضعف الدورة الدموية، التي قد تسببها أمراض القلب والتدخين، إلى منع وصول الدم بشكل كافٍ إلى الأطراف، مما يسبب برودة اليدين والقدمين تحديداً. ولعلاجها، قد يصف مقدم الرعاية الصحية أدوية لمعالجة ضيق الأوعية، مع ضرورة الحفاظ على دفء الأطراف.

السكري والأدوية والحالات النفسية

يُسبب الاعتلال العصبي المحيطي، الناتج عن ارتفاع سكر الدم غير المُعالَج لدى مرضى السكري، ضرراً لأعصاب اليدين والقدمين المسؤولة عن نقل إشارات الإحساس بالحرارة إلى الدماغ، ما يؤدي إلى الشعور ببرودة دائمة في الأطراف. والحل يكمن في التحكم في سكر الدم عبر الأدوية والنظام الغذائي وممارسة الرياضة.

قد تؤثر أدوية حاصرات بيتا، مثل ميتوبرولول، على كمية الدم الواصلة إلى اليدين والقدمين، مما يُشعرهما بالبرودة، ولهذا يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية لمناقشة تغيير الدواء إذا لزم الأمر.

يُسبب فقدان الشهية العصبي، وهو اضطراب في الأكل، عدم تحمل البرد نتيجة انخفاض وزن الجسم وفقدان كتلة العضلات، ويتطلب العلاج هنا التركيز على الحفاظ على وزن صحي وعادات غذائية سليمة.

نمط الحياة والحلول اليومية

يرتبط الشعور بالبرد أيضاً بعوامل نمط الحياة؛ حيث يؤدي الجفاف إلى عدم قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته، نظراً لأن الماء يحبس الحرارة ويطلقها ببطء، لذا فالحل يكمن في زيادة شرب الماء وتناول الأطعمة المرطبة.

يؤدي انخفاض وزن الجسم ونقص كتلة العضلات إلى انخفاض الحرارة المُنتجة بالجسم، مما يزيد الإحساس بالبرد، ويُنصح هنا باتباع نظام غذائي متوازن ودمج التمارين بالأوزان. وأخيراً، يؤدي قلة النوم إلى الإضرار بالجهاز العصبي والخلل الأيضي، مما يؤثر سلباً على تنظيم الحرارة، وهنا يجب الحرص على النوم لمدة 7 إلى 8 ساعات يومياً وتجنب المنبهات قبل النوم.