كبسولة الصحية – آر تي

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة The New England Journal of Medicine عن آلية مُباشرة لبعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في تحفيز نمو السرطان.

وأشار التقرير، الذي اعتمد على تحليل جيني متعمق، إلى أن أحد أنواع فيروس beta-HPV لديه القدرة على اختراق الحمض النووي للخلايا البشرية والاندماج فيه، مما يحفز نمو سرطان الخلايا الحرشفية الجلدية (cSCC).

آلية جديدة لتطور السرطان

جاء هذا الاكتشاف المثير خلال دراسة حالة لامرأة كانت تعاني من تكرار ظهور سرطان جلدي عدواني، رغم خضوعها لجولات متعددة من العلاج. وأظهر التحليل أن الفيروس لم يكن مجرد عامل مساهم، بل كان يندمج في الحمض النووي للورم وينتج بروتينات فيروسية ساعدت السرطان على النمو والانتشار.

ووفقاً لأندريا ليسكو، عالمة المناعة في المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، فإن هذا الاكتشاف يشير إلى وجود عدد من الأشخاص المصابين بأشكال عدوانية من سرطان الجلد نتيجة خلل في الجهاز المناعي لديهم، وهم الفئة التي يمكنها الاستفادة من علاجات مناعية موجهة ومتخصصة.

زرع الخلايا الجذعية يحقق نتائج مذهلة

كشفت الدراسة عن نجاح لافت في علاج المريضة، التي كانت تعاني من اضطراب مناعي وراثي منع خلاياها التائية من مهاجمة الفيروس. وبعد اكتشاف السبب الحقيقي، تلقت المريضة عملية زرع خلايا جذعية من نخاع العظم لاستبدال الخلايا التائية المعطلة بأخرى سليمة.

وقد أدى هذا التدخل إلى نتائج وصفت بأنها مذهلة؛ حيث تم القضاء التام على السرطان الجلدي العدواني، واستمرت النتائج الإيجابية طوال فترة المتابعة الطبية التي امتدت لثلاث سنوات كاملة، دون أي انتكاسة أو عودة للمرض.

ويؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يقلل من دور الأشعة فوق البنفسجية كمسبب رئيسي لسرطان الجلد، لكنه يسلط الضوء على أن العوامل الفيروسية قد تكون مدمرة للأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف.

ويختتم ليسكو بالإشارة إلى أن هذا الاكتشاف يمكن أن يغير تماماً طريقة التفكير في تطور وعلاج سرطان الخلايا الحرشفية الجلدية لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في وظيفة الجهاز المناعي، ويفتح مساراً لتطوير علاجات السرطان المستهدفة والشخصية.