الرياض – كبسولة الصحية
دقّت دراسة عالمية حديثة ناقوس الخطر بشأن التأثير المباشر للأطعمة فائقة المعالجة على صحة الأمعاء، وربطت بينها وبين زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، خصوصاً بين فئة النساء الشابات، في ظل ارتفاع ملحوظ لحالات هذا السرطان بين الفئات العمرية الصغيرة.
ووفقاً لصحيفة عكاظ، فقد كشفت الدراسة، التي أُجريت ضمن مبادرة «تحديات السرطان الكبرى»، أن النساء تحت سن الـ50 اللواتي يتناولن هذه الأطعمة بانتظام يواجهن خطراً أعلى بنسبة 45% لتطور سلائل أو أورام مبكرة في الأمعاء الغليظة أو المستقيم. هذه السلائل هي نموات غير سرطانية في البداية لكنها قد تتحول مع الوقت إلى أورام خبيثة، مما يؤسس لربط واضح بين نمط الغذاء الصناعي والتغيرات المبكرة في بطانة الأمعاء.
نتائج تحليلية لدراسة طويلة الأمد
اعتمدت الدراسة على تحليل نتائج منظار القولون لأكثر من 29,100 امرأة ضمن دراسة «صحة الممرضات» الأمريكية، التي بدأت منذ عام 1989. وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي شكّلت الأطعمة فائقة المعالجة نسبة تقارب 35% من سعراتهن اليومية (نحو 5.7 حصة في اليوم)، كن أكثر عرضة لتطور أورام مبكرة وآفات مسننة في القولون والمستقيم.
وحددت الدراسة أن المشروبات المحلاة صناعياً كانت العامل الأبرز المرتبط بزيادة خطر الأورام المبكرة، في حين شملت قائمة الأطعمة المشتبه بها الخبز المصنع ووجبات الإفطار الجاهزة والصلصات، وهي منتجات غالباً ما تكون غنية بالمستحلبات والمواد المضافة وفقيرة بالألياف.
“النظام الغذائي” سبب محتمل لارتفاع السرطان بين الشباب
وفي تعليقه، أوضح خبير علم الأوبئة السريرية الدكتور أندرو تشان، أن الزيادة الملحوظة في حالات سرطان القولون لدى البالغين الأصغر سناً ما زالت غير مفهومة بالكامل، لكن البحث يشير إلى أن النظام الغذائي، وقلة النشاط البدني، واضطراب الميكروبيوم المعوي قد تعمل معاً في تشكيل بيئة تسهم في تسريع هذه الإصابة.
وخلص الباحثون إلى أن التعرض المتزامن لعدة مواد مضافة في الأطعمة يسبب تأثيراً تراكميًا ينعكس سلباً على صحة الأمعاء، عبر إضعاف الحاجز المعوي وتغيير تركيبة الميكروبيوم، ما قد يؤدي إلى التهابات مزمنة وظهور السلائل.