“السعودية” تجمع 57 دولة لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية

“السعودية” تجمع 57 دولة لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية
15 نوفمبر، 2024 - 2:42 م

أكد وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمينحفظهما اللهتضع صح الإنسان أولًا ووفق كل اعتبار.

ونوه  أن المملكة في ظل رؤيتها 2030 أصبحت مركزًا لمواجهة التحدياتالعالمية، مشيرًا إلى أن استضافة المملكة للمؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى عنمقاومة مضادات الميكروبات، يعكس التزامها تجاه العالم في مواجهة تحدي مقاومةمضادات الميكروبات الذي يمثل أحد أهم التحديات العالمية الكبرى.

جاء ذلك في كلمة معاليه التي ألقاها اليوم خلال المؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوىعن مقاومة مضادات الميكروبات، الذي تستضيفه المملكة في مدينة جدة في الفترةمن 14-16 من نوفمبر الجاري.

وعبر وزير الصحة عن سعادته لاستضافة هذه النسخة من المؤتمر لأكبر عدد منالدول المشاركة في تاريخ المؤتمرات الوزارية السابقة، وهو ما يشكل فرصةً عظيمةلتعزيز الاستجابة العالمية والانتقال من البيان إلى التطبيق، مؤكدًا أن كل الدولالمشاركة في هذا الاجتماع الوزاري تدرك جيدًا أبعاد هذا التحدي العالمي والحاجةالملحة إلى اتخاذ تدابير جديدة للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات من خلالالوقاية من العدوى والسيطرة عليها، والتنفيذ الكامل لخطط العمل الوطنية، واتخاذالخطوات اللازمة لتوفير الوصول العادل إلى المضادات الحيوية.

وأعلن خلال كلمته عن عدد من المبادرات التي تسهم بدورها في مواجهة هذا التحديالعالمي، والتي تضمنت إنشاء اللجنة العلمية العالمية لدعم مقاومة المضاداتالحيوية، وإطلاق جسر التقنية الحيوية الذي يدعم البحث والتطوير والابتكار، إضافةإلى إطلاق مركز المعرفة لرفع الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى أن هذه المبادرات سوفتنعكس على نقل إعلان جدة الذي جاء تحت شعار “من البيان إلى التطبيق” إلى حيزالتنفيذ.

وأشاد بالمؤتمرات الوزارية السابقة ومنها مؤتمر سلطنة عُمان الذي نتج عنه إعلانمسقط، إضافة للمؤتمرات السابقة التي استضافتها هولندا، مشيرًا إلى أن مخرجاتتلك المؤتمرات أسهمت بشكل فاعل في رسم خارطة الطريق العالمية للتصديلمقاومة المضادات الحيوية وتخفيف آثارها السلبية، كما أشاد بالإعلان الصادر عنالاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة من هذا العام وما ورد فيه منالتزامات وفرص لتوحيد الجهود والمضي قدمًا في مواجهة هذا التحدي العالمي.

وشدد الجلاجل على أهمية تكاتف الجهود الدولية ووضع الحلول للتصدي لهذاالتهديد الصحي، الذي يمثل أحد أكثر التهديدات الصحية العالمية إلحاحًا في الوقتالحالي، مستعرضًا ما تم العمل عليه في النسخ السابقة من المؤتمر الوزاري لمقاومةمضادات الميكروبات من معالم بارزة، شملت إطلاق خطة العمل لمقاومة مضاداتالميكروبات العالمية، وتبلور التحالف الرباعي للمنظمات ذات العلاقة، وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، وتفعيل نهج “الصحة الواحدة” لتحقيق التوازن بين صحة الإنسانوالحيوان والنظم البيئية على النحو الأمثل بصورة مستدامة.

وأوضح الوزير أن مقاومة مضادات الميكروبات تؤثر بشكل عميق في كل جوانب الحياة،وأن فقدان السيطرة عليها يشكل تهديدًا مباشرًا على الصحة العامة والاستقرارالاقتصادي والأمن العالمي ما من شأنه أن يغيّر مسار قرون من التقدم الصحيوالاجتماعي، مشيرًا إلى أن هذا التحدي لا يعرف حدودًا، حيث يؤثر في جميع الأعماروالفئات، لافتًا النظر إلى أنه من المتوقع أن يتسبب هذا “الوباء الصامت” في أكثر منمليون حالة وفاة سنويًا، وهو أعلى من إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن فيروس نقصالمناعة البشرية والملاريا مجتمعة، وقد نشهد في عام 2050 وصول عدد الوفياتالناجمة عن الميكروبات المقاومة للمضادات إلى 39 مليون وفاة، وانخفاض الناتجالمحلي الإجمالي العالمي بنحو 4٪ مما يكلّف الاقتصاد العالمي ما يقدر بنحو 100 تريليون دولار”

وأكد في ختام كلمته، دور المشاركين المهم في دعم إعلان جدة بما يسهم في وضعحلول مستدامة لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، مشددًا على ضرورة اتخاذتدابير عاجلة وسريعة للتصدي لهذا التحدي الصحي، وضرورة الحفاظ على مكتسباتالطب الحديث ومنها المضادات الحيوية التي كان لها الدور في إنقاذ ملايين الأرواح،وعدم المخاطرة بفقدانها، معبرًا عن أمله في الدور القادم للأجيال المقبلة بالحفاظ علىهذه الهبة الثمينة.

يذكر أن المؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى عن مقاومة مضادات الميكروبات يجمع48 وزيرًا ونائب وزير من قطاعات الصحة والبيئة والزراعة من57 دولة، إضافة إلى 450 مشاركًا من منظمات الأمم المتحدة، حيث يهدف المؤتمر إلى تنسيق الجهود الدوليةلدعم نهج الصحة الواحدة، وإيجاد الحلول الفعَّالة والمستدامة، ورفع الجاهزيةوالاستعداد لمقاومة مضادات الميكروبات بما يحقق الأمن الصحي العالمي، وتحويلالالتزامات إلى خطوات عملية ملموسة، من خلال تنسيق الجهود العالمية لمواجهةمقاومة مضادات الميكروبات.