جنيف – كبسولة الصحية
كشفت منظمة الصحة العالمية عن حصاد 25 عاماً من المواجهة مع مرض الحصبة، مؤكدة أن الجهود الدولية في مجالات التحصين نجحت في تقليص حالات الوفاة بنسبة قياسية بلغت 88% منذ عام 2000.
وبينما تشير الأرقام إلى حماية نحو 59 مليون شخص من الموت المحقق بفضل اللقاحات، إلا أن المنظمة أطلقت نداءً عاجلاً يحذر من “انتكاسة صحية” قد تقوض هذه الإنجازات نتيجة تراجع معدلات التطعيم في بعض مناطق العالم.
عودة “العدو الصامت” وتحذيرات من مناطق الصراع
رغم المكاسب طويلة الأجل، سجلت المنظمة تزايداً في حالات الإصابة عالمياً، وهو ما يعكس فجوات في التغطية الصحية ظهرت بوضوح في مناطق الأزمات. وتبرز أفغانستان كنموذج مقلق لهذا التراجع، حيث ارتفعت حالات الإصابة بنسبة 18% والوفيات بنسبة 40% خلال عام واحد، مما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لاستعادة السيطرة على تفشي المرض ومنع انهيار عقود من التقدم.
الأزمات الصحية المركبة وأثر سوء التغذية
التقرير الصادر عن المنظمة أشار إلى أن تفشي الحصبة لا يأتي منفرداً، بل يرتبط بشكل وثيق بمشكلات صحة الأم والطفل وانتشار سوء التغذية، خاصة في المجتمعات التي تواجه أزمات صحية خطيرة.
وتعد الحصبة وشلل الأطفال من أكبر التهديدات التي تتربص بالأطفال في غياب بيئة صحية مستقرة، مما يتطلب تحركاً يتجاوز مجرد تقديم اللقاح ليشمل دعم البنية التحتية الصحية وتأمين الغذاء.
الوقاية كالتزام أخلاقي ووطني
إن الأرقام المحققة منذ عام 2000 تثبت أن اللقاح هو الوسيلة الأكثر أماناً واستدامة لحماية الأجيال. ومع تصاعد التحذيرات العالمية، يبرز دور الوعي المجتمعي في الحفاظ على المكتسبات الصحية؛ فالتطعيم ليس مجرد خيار طبي، بل هو التزام أخلاقي يضمن ألا تضيع تضحيات ربع قرن أمام موجات جديدة من الأوبئة التي كان العالم يظن أنه تجاوزها.