“المعدة الثانية” للحلوى: خدعة الدماغ التي تفسر جوعك الدائم للسكريات بعد الوجبات الدسمة!

“المعدة الثانية” للحلوى: خدعة الدماغ التي تفسر جوعك الدائم للسكريات بعد الوجبات الدسمة!
صورة تعبيرية
29 ديسمبر، 2025 - 12:27 ص

متابعة – كبسولة الصحية

كم مرة وجدت نفسك وقد التهمت طبقاً رئيسياً شهياً ودسماً، ثم شعرت بأن “معدتك امتلأت عن آخرها”، لتعود وتكتشف فجأة أن هناك “مساحة سحرية” مخصصة للحلوى؟ هذه الظاهرة الغريبة، التي يطلق عليها اليابانيون مصطلح “بيتسوبارا” أي “معدة منفصلة”، لم تعد لغزاً بعد الآن، فدراسة بحثية من جامعة بريستول كشفت عن عدة تفسيرات علمية مدهشة تقف وراء هذه “الخدعة الدماغية” التي تجعلنا لا نقاوم السكريات.

آلية “الخدعة”: المعدة تتكيف والدماغ يتآمر!

– تكيّف المعدة المرن 

يبدأ التفسير من قدرة المعدة المذهلة على التكيف. فبعد امتلاء المعدة بالوجبة الرئيسية، تسترخي جدرانها وتتمدد. كما أن الحلويات، وخاصة اللينة منها، لا تتطلب نفس الجهد الهضمي الذي تتطلبه الأطعمة الصلبة، مما يجعل إضافتها سهلاً وغير مرهق للمعدة، وكأنها “انسيابية”.

“- جوع الرغبة” أقوى من “جوع الجسد

حتى بعد أن تشعر بالشبع الجسدي من الوجبة الرئيسية، يأتي دور “نظام المكافأة” في الدماغ، فالأطعمة الحلوة تُنشط مسارات المكافأة بقوة غير عادية، مما يخلق ما يمكن وصفه بـ “جوع الرغبة” الذي يتجاوز إشارات الشبع الجسدي. هذه الإثارة الجديدة تقلل من جاذبية الطعام الذي تناولته للتو (الشبع الحسي)، وتجعل الحلوى تبدو “منعشة” ومثيرة للرغبة.

“- نافذة الفرصة” الهرمونية والتوقيت الذكي

هنا تكمن العبقرية والتوقيت. فالهرمونات المسؤولة عن إحداث الشعور الدائم بالشبع، مثل الكوليسيستوكينين وGLP-1 والببتيد YY، تستغرق ما بين 20 إلى 40 دقيقة لتصل إلى مستوياتها القصوى وتصبح فعالة تماماً، خلال هذه “النافذة الزمنية”، وقبل أن يتخذ الجسم قراره النهائي بالشبع التام، يكون نظام المكافأة في الدماغ قد سيطر بالكامل، ويتم تقديم الحلويات. المطاعم، بوعي أو بغير وعي، تستغل هذه الفترة لتقديم قائمة الحلويات، وتصيب الهدف مباشرة!

 – سرعة الهضم للسكر مقابل البروتين والدهون

بمجرد وصول الحلوى إلى الأمعاء، تختلف استجابتها عن البروتينات أو الدهون. فالأطعمة السكرية والكربوهيدراتية تُفرَغ من المعدة بسرعة أكبر وتتطلب هضماً أولياً أقل.

هذا يفسر لماذا تشعر وكأن الحلوى “تنزل بسهولة” ولا تسبب الثقل نفسه، حتى لو كنت قد أكلت للتو وجبة ضخمة.

حرب الدماغ والجوع

تُظهر هذه الدراسة أن رغبتنا في الحلوى بعد الوجبات ليست مجرد “ضعف شخصي”، بل هي محصلة لتفاعل معقد بين مرونة الجهاز الهضمي، ونظام المكافأة في الدماغ، والتوقيت الهرموني، وعاداتنا الاجتماعية، إنها ببساطة “خدعة الدماغ” العبقرية التي تجعلنا نملك “معدة ثانية” مخصصة للحلوى، ترفض الامتلاء.