كبسولة الصحية – ميديكال إكسبريس
دخلت الأنظمة الصحية العالمية في سباق مع الزمن لمواجهة متحور جديد من الإنفلونزا يُدعى “السلالة K”، الذي أظهر قدرة لافتة على تجاوز جزء من الحماية التي توفرها اللقاحات التقليدية.
وأكد خبراء الفيروسات أن هذا التحور الجديد، الذي بدأ بالانتشار في اليابان وأوروبا قبل وصوله لأمريكا، تسبب في قفزة تاريخية بمعدلات دخول المستشفيات هي الأعلى منذ 20 عاماً، مما يثير المخاوف من موجة وبائية شديدة الوطأة.
ماذا حدث؟
أثبتت الفحوصات أن “السلالة K” هي تطور شرس لفيروس H3N2، حيث طرأت عليها طفرات جينية جعلتها تختلف بما يكفي لتضليل الأجسام المضادة التي ينتجها اللقاح الثلاثي الحالي.
وأفاد خبير الفيروسات في جامعة جونز هوبكنز، أندرو بيكوز، أن الفيروس لا يكتفي بالانتشار السريع، بل يستهدف بعنف كبار السن والأطفال، مما أدى إلى تسجيل آلاف الوفيات في وقت قياسي قبل اكتمال ذروة الموسم الشتوي.
لماذا هو مهم؟
تكمن الخطورة في أن اللقاح المتوفر حالياً لا يتطابق تماماً مع هذه السلالة، ومع ذلك، يشدد الأطباء على أن تلقيه ليس “عبثاً”، بل هو الضمانة الوحيدة المتاحة لمنع تحول الإصابة إلى فشل تنفسي أو وفاة.
وتزداد الأهمية مع رصد “فجوة مناعية” كبيرة، حيث لم يتلقَ التطعيم سوى أقل من نصف الفئات المستهدفة، مما يحول البيئة المجتمعية إلى ساحة مفتوحة لتفشي المتحور الجديد.
ما التالي؟
تتجه السلطات الصحية لتوسيع نطاق استخدام بخاخات الأنف المنزلية والعلاجات المضادة للفيروسات كخط دفاع ثانٍ. ومن المتوقع صدور تقارير مخبرية نهائية خلال الأيام القادمة تحدد مدى فتك هذه السلالة مقارنة بسابقاتها، وسط توصيات مشددة بالبدء الفوري في البروتوكول العلاجي خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض لتقليل نسب الوفيات.
تحليل استراتيجي: الارتباط بالواقع المحلي
تحول “السلالة K” إلى تهديد عابر للحدود يفرض على وزارات الصحة في منطقتنا العربية مراجعة بروتوكولات التعامل مع حالات الإنفلونزا “الحادة”، الربط الاستراتيجي هنا يكمن في ضرورة عدم الركون لنتائج اللقاحات كحماية مطلقة، بل يجب تعزيز الوعي بالتدخل الدوائي المبكر.
إن انتقال العدوى من الشرق (اليابان) إلى الغرب يعني أن المنطقة العربية في قلب مسار الانتشار، مما يتطلب استباق الأزمة بتأمين مخزونات كافية من مضادات الفيروسات لضمان عدم ارتباك غرف الطوارئ أمام موجة إصابات قد تكون الأعنف منذ سنوات.