يُعد نقص الحديد أحد الأسباب الرئيسية لفقر الدم أثناء الحمل في جميع أنحاء العالم. وأظهرت دراسة حديثة أن حقنة واحدة من الحديد في الثلث الأخير من الحمل يمكن أن تقلل بشكل كبير من فقر الدم لدى الحوامل، متفوقة بذلك على فعالية أقراص الحديد، التي تُوصى بها حاليًا من قبل منظمة الصحة العالمية. وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 37% من الحوامل يعانين من فقر الدم.

للحديد أهمية كبيرة في دعم صحة الحامل والجنين؛ إذ ترتبط مستويات الحديد المنخفضة بارتفاع خطر الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، والاكتئاب بعد الولادة.

وفي الدراسة التي أجراها باحثون من معهد والتر وإليزا هول للأبحاث الطبية في أستراليا وجامعة كاموزو في مالاوي، شملت التجربة 590 امرأة حامل. ووجد الباحثون أن النساء اللاتي تلقين الحقن أظهرن معدلات أقل لفقر الدم وقت الولادة (46.7%) مقارنة بمن تناولن أقراص الحديد (62.7%). كما تبين أن الحقن في الثلث الأخير من الحمل ساهمت في حماية مخزون الحديد لدى الأم حتى ما بعد الولادة.

وبحسب موقع “مديكال إكسبريس”، أكدت الدراسة أن “حقنة واحدة من الحديد في الثلث الأخير من الحمل تحقق نتائج تفوق ما يمكن لأقراص الحديد الفموية تحقيقه، حتى مع تناولها يوميًا أثناء الحمل.”

وصرّح الدكتور سانت راين باسريشا، المؤلف المشارك في الدراسة: “فقر الدم هو أحد أكثر أسباب المرض والوفاة التي يمكن تجنبها في الدول ذات الموارد المحدودة. ومع ذلك، فإن أي امرأة في العالم قد تكون عرضة لفقر الدم أثناء الحمل، ما يجعل هذا الموضوع أولوية عالمية.”

وأضاف: “هذا هو أول دليل قوي يُثبت أن الحقن في أواخر الحمل تُعد العلاج الأفضل لمكافحة فقر الدم لدى الحوامل، مما يضمن حماية أفضل للأم والمولود في مرحلة حاسمة.”