كشف د. مجدي يعقوب، جراح القلب المصري العالمي، عن تطوير صمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل جسم الإنسان، في إنجاز طبي هو الأول من نوعه عالميًا.
وقال يعقوب أن الصمامات الجديدة قد تُغني المرضى عن الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة، وتقلل الاعتماد على الصمامات الميكانيكية، التي تتطلب تناول أدوية مضادة للتجلط مدى الحياة ولا تدوم سوى 10 إلى 15 عامًا. وأضاف أن الصمامات الميكانيكية تمثل تحديًا خاصًا للأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب، حيث لا تنمو مع أجسامهم، مما يستلزم استبدالها عدة مرات قبل بلوغهم سن الرشد، وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأشار يعقوب إلى أن التقنية الجديدة تعتمد على زراعة صمامات مؤقتة مصنوعة من ألياف تعمل كسقالات، تندمج مع خلايا الجسم وتذوب تدريجيًا، لتترك خلفها صمامًا حيويًا يتكون بالكامل من أنسجة المريض. وأكد أن هذه الصمامات الحية قد تحدث ثورة في علاج المرضى من خلال تقليل الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة وتقليل مخاطر رفض الجسم للصمام.
وفي حديث لصحيفة صنداي تايمز، قال يعقوب: “الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا. بمجرد أن يصبح شيء ما حيًا – سواء كان خلية، نسيجًا، أو صمامًا – فإنه يتكيف تلقائيًا”، واصفًا علم الأحياء بأنه “أشبه بالسحر”.
من جانبها، وصفت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة الطبية المساعدة لمؤسسة القلب البريطانية، هذا الابتكار بـ”الكأس المقدسة” في جراحة صمامات القلب. وقالت: “على الرغم من أن الأبحاث ما زالت في مراحلها المبكرة، إلا أن هذا النهج قد يتيح لملايين المرضى حول العالم حياة أطول وأكثر جودة دون الحاجة إلى عمليات صمام متكررة”.
كما أشاد الدكتور يوان تسان تسينغ، عالم المواد الحيوية في المعهد الوطني للقلب والرئة ومركز هاريفيلد لعلوم القلب، بالتقنية الجديدة، مشيرًا إلى أنها أكثر مرونة وتكيفًا. وقال: “الهدف من هذا الابتكار هو تطوير صمام حي ينمو مع المريض”. وبين أن المادة المستخدمة في تصنيع الصمام هي المحور الأساسي للابتكار، موضحًا: “هذه المادة تمتلك قدرة فريدة على جذب الخلايا المناسبة من جسم المريض، توجيهها، وتحفيز تكوين أنسجة طبيعية تحافظ على وظيفة الصمام”.