في بلدة إيطالية المرض ممنوع بأمر من العمدة

في بلدة إيطالية المرض ممنوع بأمر من العمدة
9 يناير، 2025 - 6:39 م

أصدر أنطونيو تورشيا رئيس بلدية بيلكاسترو، وهي بلدة صغيرة في جنوب إيطاليا، مرسومًا غير عادي وغريب إلى حد كبير، حيث يحظر على سكانها الإصابة بأمراض خطيرة أو التعرض لحوادث، تحت مسمى “ممنوع المرض”، وذلك بسبب نقص كبير في المستشفيات، بالإضافة إلى تدهور النظام الصحي في تلك البلدة الإيطالية، وفقا لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية.

وأطلقت بلدية بيلكاسترو التي تقع في كالابريا الإيطالية، هذا التحذير بسبب نقص الرعاية الطبية في المنطقة، حيث يعد نقص المستشفيات أمرًا مثيرًا للقلق، حيث يواجه سكان البلدة الذي يبلغ عددهم حوالي 1200 نسمة، وتكشف عن أزمة أوسع نطاقًا تؤثر على إيطاليا بأكملها، حيث يؤدي عدم المساواة في الوصول إلى الخدمات الطبية إلى ترك الآلاف من الناس مهملين.

وينص المرسوم الذي وقعه على أن السكان يجب أن “يتجنبوا الأمراض التي تتطلب مساعدة طبية عاجلة” و”يقيدوا الأنشطة الخطرة مثل الخروج كثيرًا أو السفر أو ممارسة الرياضة”. ورغم أن تورشيا وصف هذا التصريح بأنه “استفزاز فكاهي”، فإن نواياه واضحة: لفت انتباه السلطات إلى وضع غير قابل للاستمرار.

ويسعى أنطونيو تورشيا إلى زيادة الوعي بالأزمة الصحية الإيطالية، حيث يعد الوصول إلى المستشفيات بمثابة رحلة شاقة بالنسبة لآلاف الأشخاص.

وفي حديثه للتلفزيون الإيطالي، أعرب تورشيا عن إحباطه من نقص المستشفيات في إيطاليا وقال: “من الصعب أن تشعر بالأمان عندما تعلم أنه إذا كنت بحاجة إلى المساعدة، في الوقت الذي توجد أقرب مستشفى على بعد 45 كيلومترًا، حيث يقع أقرب مركز طبي في كاتانزارو، وهو يعتبر بعيدًا عن الكثيرين، خاصة لسكان نصفهم يبلغ عمرهم أكثر من 65 عامًا”.

وتواجه كالابريا، المعروفة باسم “رأس الحذاء” في إيطاليا، أزمة صحية هيكلية كانت تختمر منذ عقود. وأوضحت عدد من وسائل الإعلام أن المنطقة مزقتها مزيج من الفساد وسوء الإدارة السياسية وتدخل المافيا، مما ترك مستشفياتها غارقة في الديون ونقص حاد في الموظفين الطبيين.

ومنذ عام 2009، أُغلق 18 مستشفى في كالابريا، مما أجبر واحدًا من كل خمسة من السكان على البحث عن الرعاية الطبية خارج المنطقة. ويؤكد هذا الخروج الطبي على عجز النظام المحلي عن تلبية الاحتياجات الأساسية لسكانه.

وقد تفاقم الوضع بسبب هجرة الأطباء، إذ يهاجر أكثر من ألف متخصص إيطالي كل عام بحثًا عن فرص أفضل، مما يجعل البلاد واحدة من أعلى معدلات هروب المواهب الطبية في أوروبا. في كالابريا، يوجد فقط 1700 طبيب عام لحوالي 2 مليون شخص.