تشهد ولاية كانساس الأمريكية تفشيًا غير مسبوق لمرض السل، وُصف بأنه “الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة”، وفقًا لإدارة الصحة والبيئة،هذا التفشي أثار قلق السلطات الصحية التي تسارع لاتخاذ تدابير عاجلة للسيطرة على الوضع ومنع انتشاره.
منذ يناير الماضي، سجلت 67 حالة نشطة و79 حالة كامنة لمرض السل في منطقة كانساس سيتي الحضرية، ما يجعله تفشيًا مقلقًا، الحالات الكامنة تعني أن المصابين يحملون بكتيريا المرض دون ظهور الأعراض، وهو ما يزيد من خطر انتقال العدوى دون أن يتم اكتشافها مبكرًا، بحسب ما جاء من ديلي ميل.
أكدت جيل بروناوغ، مديرة الاتصالات في إدارة الصحة، أن التفشي لا يزال مستمرًا، مع احتمال تسجيل مزيد من الحالات في الأيام القادمة، وفي هذا السياق، أوضحت آشلي غوس، نائبة وزير الصحة العامة في كانساس، أن السلطات تعمل بالتعاون مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لحشد الموارد والموظفين اللازمين لاحتواء الموقف.
ينتقل مرض السل عبر الهواء، ما يجعله شديد العدوى من خلال السعال أو الحديث أو حتى الغناء، وتشمل أعراضه: سعال مطول، وسعال مصحوب بالدم، وتعرق ليلي،وفقدان الوزن.
لكن بحسب الدكتورة دانا هوكينسون، المديرة الطبية لمكافحة العدوى في جامعة كانساس، فإن 90% من المصابين بالسل يحملونه بشكل كامن دون ظهور أعراض، مما يزيد من صعوبة اكتشافه مبكرًا.
لتقليل انتشار المرض، تخضع جميع الحالات المسجلة لفحوصات دقيقة لتحديد ما إذا كانت العدوى نشطة أم كامنة، وسيتم تقديم العلاج مجانًا للمصابين غير المؤمن عليهم،ويشمل العلاج استخدام المضادات الحيوية لمدة تصل إلى ستة أشهر، حيث يصبح المرضى النشطون غير معديين عادة بعد 10 أيام من بدء العلاج.
من جانبه، نصح كريس ستيوارد، نائب مدير الصحة في مقاطعة سيدجويك، السكان باتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل تغطية الفم عند السعال والتوجه للطبيب عند ظهور أي أعراض مقلقة، مؤكدًا أن خطر العدوى بين عامة الناس لا يزال منخفضًا.
يمثل هذا التفشي تذكيرًا بضرورة التحرك السريع لاحتواء الأمراض المعدية والوقاية منها، خاصة في ظل التحديات الصحية التي قد تؤثر على المجتمع ككل، تبقى اليقظة الصحية والتعاون المجتمعي ضروريين لتفادي تفاقم مثل هذه الأزمات.