يحتفل العالم في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للإيدز، وهو مناسبة تهدف إلى تعزيز الوعي بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ودعم المصابين به. يمثل هذا اليوم فرصة عالمية للتأكيد على أهمية الوقاية، وتوفير العلاج، وتعزيز حقوق المصابين في الحصول على الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية دون تمييز. كما يُعد فرصة للاحتفاء بالتقدم المحرز في مواجهة الفيروس وتجديد الالتزام العالمي بمكافحته.
تحت شعار “اسلكوا سبيل الحقوق: صحتي، حقي!”، تدعو منظمة الصحة العالمية هذا العام إلى التركيز على حقوق المصابين وضمان العدالة الصحية للجميع، والعمل على القضاء على التمييز الذي يعيق حصول المصابين على الرعاية اللازمة.
يعيش أكثر من 39.9 مليون شخص حول العالم مع فيروس نقص المناعة البشرية. في عام 2023، تم تسجيل حوالي 1.3 مليون إصابة جديدة بالفيروس، بينما توفي 630,000 شخص بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز. ورغم هذه الأرقام، شهد العالم تقدمًا كبيرًا في الحد من انتشار الفيروس، حيث انخفضت الإصابات الجديدة بنسبة 59% منذ عام 2010، كما انخفضت الوفيات المرتبطة بالإيدز بنسبة 69% منذ ذروتها في عام 2004.
على الرغم من الإنجازات الكبيرة في مكافحة الفيروس، تظل هناك تحديات، من أبرزها التمييز والوصمة الاجتماعية التي تواجه المصابين. هذا التمييز يشكل عائقًا أمام حصول المصابين على العلاج والخدمات الصحية الضرورية. لذلك، يركز اليوم العالمي للإيدز على أهمية القضاء على هذه الوصمة وتعزيز تقبل المصابين داخل مجتمعاتهم.
يهدف اليوم العالمي للإيدز إلى تعزيز الوعي بطرق انتقال الفيروس ووسائل الوقاية منه، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين، وضمان وصول العلاج والخدمات الصحية للجميع، ومكافحة الوصمة المرتبطة بالمرض. كما يسعى إلى تشجيع المجتمعات على التضامن مع المصابين ونشر رسائل إيجابية تساعد في تحسين حياتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع.
في هذا اليوم، يدعو العالم إلى المشاركة في الفعاليات التوعوية والأنشطة المجتمعية، ودعم المنظمات العاملة في مكافحة الإيدز، ونشر الرسائل التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الفحص الدوري والوقاية.
اليوم العالمي للإيدز ليس فقط للتوعية بخطورة المرض، بل هو أيضًا دعوة إلى التضامن الإنساني والعمل الجماعي لإنهاء وباء الإيدز عالميًا. من خلال توفير العدالة الصحية والاهتمام بجميع المتعايشين مع الفيروس، يمكننا تحقيق مستقبل صحي خالٍ من التمييز، حيث يحصل الجميع على حقوقهم الكاملة في العلاج والرعاية.