دراسة تربط بين الوجبات السريعة وزيادة سرطان القولون بين الشباب

سم البكتيريا قد يسبب السرطان

دراسة تربط بين الوجبات السريعة وزيادة سرطان القولون بين الشباب
27 أبريل، 2025 - 10:08 م

عاد الحديث عن البكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) إلى الواجهة هذا الأسبوع، بعدما ربطت دراسة علمية ولأول مرة بين هذه البكتيريا وزيادة حالات سرطان القولون بين الشباب.

وكانت الولايات المتحدة شهدت العام الماضي تفشياً مقلقاً لهذه البكتيريا مرتبة بسلسلة مطاعم ماكدونالدز أدى إلى إصابة 104 أشخاص ووفاة شخص واحد بعد تناولهم شطائر “كوارتر باوند”، التي احتوت على بصل ملوث، ورغم إعلان انتهاء التفشي في ديسمبر الماضي، إلا أن الحديث تجدد مرة أخرى بعد هذه الدراسة المثيرة للجدل، وفقاً لما ورد في “دايلي ميل”.

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ارتفع عدد تفشيات الإشريكية القولونية بشكل كبير، مسجلًا 112 تفشياً في عام 2023 مقارنة بـ84 تفشياً قبل عقد من الزمن. وبحلول أوائل 2024، تم الإبلاغ عن 37 تفشياً آخر من سلالة STEC نفسها التي تسببت بحادثة ماكدونالدز.

في تطور لافت، كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ونُشرت في مجلة Nature، أن سماً يُسمى “كوليباكتين”، تنتجه بعض سلالات الإشريكية القولونية، قد يلعب دوراً في تحفيز سرطان القولون، خصوصاً لدى الشباب.

قام الباحثون بتحليل الحمض النووي لـ981 ورماً سرطانياً من 11 دولة، ووجدوا أن الطفرات المرتبطة بالكوليباكتين كانت أكثر شيوعاً بمقدار 3.3 مرات لدى المرضى تحت سن الأربعين مقارنةً بمن هم فوق السبعين.

قال البروفيسور لودميل ألكساندروف، المؤلف الرئيسي للدراسة: “هذا يغير نظرتنا للسرطان، إذ قد تكون جذوره مرتبطة بالتعرض المبكر للبكتيريا في الطفولة”.

وتم العثور على آثار الكوليباكتين في أورام مرضى في مقتبل العمر، ما يثير تساؤلات خطيرة حول سلامة الغذاء الموجه للأطفال والمراهقين.

تشير الإحصائيات إلى زيادة مقلقة في حالات سرطان القولون بين من تقل أعمارهم عن 50 عاماً، خصوصاً في الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، ونيوزيلندا.

ويتوقع الخبراء أن ترتفع الإصابات بنسبة 90% بين الفئة العمرية 20-34 عاماً بحلول عام 2030، مع زيادة مدهشة بنسبة 500% بين المراهقين منذ بداية الألفية.

وقال ماركوس دياز-جاي المؤلف المشارك في الدراسة من المركز الوطني الإسباني لأبحاث السرطان في مدريد في بيان “من المحتمل أن يكون لكل دولة مسببات مجهولة مختلفة.. يمكن أن يفتح ذلك الباب أمام استراتيجيات وقائية محددة وموجهة لكل منطقة”.

يرجّح الأطباء أن التغيرات في الأنماط الغذائية، وانتشار الأطعمة المعالجة بشكل مفرط، والتلوث البيئي، واختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء، تلعب دوراً رئيسيًا في هذه الزيادة.

ويحذر الدكتور سيدريك ماكفادن، أستاذ جراحة القولون والمستقيم، قائلًا: “نحن لا نتحدث فقط عن اضطرابات معوية مؤقتة، بل عن عواقب صحية خطيرة وطويلة الأمد مثل السرطان”.

يشدد خبراء الصحة العامة على ضرورة اتباع ممارسات صارمة لسلامة الغذاء، أهمها: غسل الخضروات والفواكه جيداً، وطهي اللحوم بشكل كامل، ومتابعة أخبار سحب المنتجات الغذائية بانتظام.كما يرى الخبراء أن هذه الأحداث تمثل دعوة ملحّة لتعزيز الرقابة على الغذاء، لحماية صحة الأجيال القادمة.

اشترك في قائمتنا البريدية وابقَ على اطلاع دائم.