لندن – كبسولة الصحية
في تحذير جديد أثار قلق الكثيرين، كشف جراح يعمل في هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) عن أن بعض المكملات الغذائية الشائعة والطبيعية قد تُلحق ضررًا خطيرًا بـ الكبد وتؤدي إلى فشل كبدي يهدد الحياة.
مكملات طبيعية لكنها سامة للكبد
أوضح الدكتور “كاران راجان”، الطبيب الشهير على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يتابعه أكثر من 1.7 مليون شخص على إنستغرام، أن مكملات مثل عشبة الأشواغاندا، وخلاصة الشاي الأخضر، والكركم، قد تؤثر سلبًا على قدرة الكبد على التخلص من السموم، بل وقد “تقلي كبدك” إذا لم يتم استخدامها بحذر، بحسب صحيفة ديلي ميل.
وفي مقطع مصور شاهده نحو مليون شخص، نصح الدكتور راجان بضرورة التحقق من المكملات الغذائية عبر قاعدة بيانات LiverTox، وهي منصة توثق المكملات والأدوية المرتبطة بحالات إصابة في الكبد.
وقال: “إذا وُجد المكمل مدرجًا ضمن التصنيف A أو B أو C، فعليك توخي الحذر الشديد من حيث الجرعة وطريقة الاستخدام، حتى وإن كان طبيعيًا، لأن معظم هذه المواد تمر عبر الكبد ليتعامل معها إنزيميًا، ما يزيد من الجهد الواقع عليه.”
تحذيرات من الأشواغاندا والكركم
في العام الماضي، أصدرت وكالة معايير الأغذية البريطانية (FSA) تحذيرًا يفيد بوجود صلة بين استخدام الأشواغاندا واحتمالية حدوث تسمم كبدي، كما بينت دراسات أخرى أن الكركم أيضًا قد يكون مرتبطًا بحالات فشل كبدي.
وحذر الدكتور راجان من مخاطر تناول أكثر من مكمل عشبي في الوقت نفسه، مؤكدًا أن “مزج مكملات متعددة يعني أنك تخلق مزيجًا دوائيًا غير مدروس، بتفاعلات مجهولة قد تكون خطيرة.”
تفاعلات خطيرة مع الأدوية الطبية
وأشار راجان إلى أن المرضى الذين يتناولون أدوية موصوفة مثل الستاتينات، ومضادات الاكتئاب، ومضادات التجلط، وأدوية الصرع، يجب أن يستشيروا طبيبهم أو الصيدلي قبل البدء بأي مكمل غذائي.
وذلك لأن بعض المكملات قد تُضاعف من تأثير الأدوية أو تُقلله، ما يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة. كما تؤكد هيئة NHS أن التداخل بين الأعشاب والأدوية قد يؤدي إلى آثار جانبية مفاجئة.
كيف تختار المكملات الآمنة؟
من أجل تقليل المخاطر، نصح الدكتور راجان بالبحث عن ملصقات اعتماد من مؤسسات مستقلة مثل NSF أو USP Verified على عبوات المكملات، والتي تضمن أن المنتج خضع لمراجعة دقيقة من حيث الجودة والسلامة ونقاء المكونات.
وأوضح: “اختيار منتجات تحمل هذا الاعتماد يقلل من خطر تناول مواد ملوثة أو محظورة قد تسبب أضرارًا بالكبد.”
ليست كل المكملات سيئة
ورغم التحذيرات، أكد الدكتور راجان أن ليس كل المكملات “شريرة”، قائلاً: “أنا أتناول بعض المكملات بنفسي، مثل أوميجا-3، وفيتامين D، والألياف.”
لكن الواقع يُظهر أن الكثير من هذه المكملات قد لا تعود بفائدة حقيقية على الصحة، فبحسب دراسة نُشرت عام 2018 في Journal of the American College of Cardiology، لم تُظهر مكملات مثل الفيتامينات المتعددة، وفيتامين D، والكالسيوم، وفيتامين C، أي تأثير ملحوظ على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتات أو الوفاة المبكرة.
قصة مأساوية تحذر من “الطبيعي السام”
وسرد التقرير قصة امرأة من ولاية بنسلفانيا الأمريكية، تعرضت لتلف خطير في الكبد بعد شهرين فقط من تناولها مكمل عشبي يُستخدم لتخفيف أعراض سن اليأس، ورغم تحسن مزاجها في البداية، بدأت أعراض اليرقان تظهر عليها، مثل اصفرار العينين والجلد.
بعد نقلها إلى الطوارئ، أوضح الأطباء أن حالتها قد تتطلب زراعة كبد، وتبين أن السبب المحتمل هو مكمل “الكوهوش الأسود” الذي كانت تتناوله.