كبسولة الصحية – لندن
أظهرت دراسة جديدة، عُرضت أمس في المؤتمر الأوروبي للسمنة المنعقد في فينيسيا، أن مرضى عيادة السمنة الإلكترونية حققوا خسارة وزن مماثلة لتلك المسجلة في التجارب السريرية، ولكن باستخدام أقل من نصف جرعة الدواء.
وحقق المرضى الذين اتبعوا البرنامج خسارة وزن متوسطة بلغت 16.7% (16.8 كغم) بعد 64 أسبوعاً، وهو ما يُعادل ما لوحظ في التجارب السريرية نفس الدواء، سيماغلوتايد، والذي يشتهر بأسماء تجارية مثل: “أوزمبيك” و”ويغوفي”.
فوائد الجرعة المخفّفة
وقال الدكتور هنريك غودبيرغسن، الباحث الرئيسي من جامعة كوبنهاغن “إن تحقيق نفس خسارة الوزن، مع استخدام جرعات أقل من الأدوية، له فوائد مُحتملة عديدة، بدءًا من انخفاض التكاليف وآثار جانبية أقل على المرضى، وصولاً إلى ضمان استمرارية مخزون الدواء لفترة أطول”.
ووفق “مديكال إكسبريس”، حقق سيماغلوتايد وغيره من مُنشِّطات GLP-1 لإنقاص الوزن نتائج مبهرة في التجارب السريرية.
ومع ذلك، أفادت التجارب الواقعية بفقدان وزن أقل، وتفتقر إلى تفاصيل حول ما إذا كان المرضى يُجرون تغييرات في نمط حياتهم تزيد من احتمالية تحقيقهم لفقدان الوزن الأمثل.
كما تُشير نتائج التجارب الواقعية إلى أن قلة من المرضى يتبعون جدول الجرعات القياسي، حيث يُحافظ معظمهم على جرعات أقل.
تخفيف الوزن عبر الإنترنت
وفي أول دراسة من نوعها، قام الباحثون في جامعة كوبنهاغن بتقييم الآثار الواقعية لبرنامج إنقاص الوزن عبر الإنترنت، والذي يُقدم علاجاً سلوكياً مُكثفاً، ونصائح حول النظام الغذائي والتمارين الرياضية، إضافة إلى جرعات من سيماغلوتايد مُصممة خصيصاً لكل مريض.
وشملت الدراسة 2694 فرداً في الدنمارك (78% منهم إناث، ومتوسط أعمارهم 47 عاماً، ومتوسط وزن الجسم 100.5 كغم)، والذين تم تسجيلهم في برنامج لإدارة الوزن يُدار من خلال تطبيق Embla، المُتاح في الدنمارك والمملكة المتحدة.
وتضمّن البرنامج نصائح حول التغذية الصحية، وزيادة التمارين الرياضية، وكيفية استخدام العلاج السلوكي المعرفي، وعلاجات أخرى للتغلب على العوائق النفسية أمام فقدان الوزن، والوصول إلى الأطباء والممرضات والأخصائيين النفسيين من خلال التطبيق المُدعّم بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى دورة علاجية من دواء “ويغوفي” لإنقاص الوزن.
مقدار الجرعة المخفّفة
وصُمّم جدول الجرعات القياسي، الذي يتضمن جرعة أولية منخفضة قدرها 0.25 ملغ مرة واحدة أسبوعياً، تُزاد كل 4 أسابيع لمدة 16 أسبوعاً إلى جرعة قصوى قدرها 2.4 ملغ (ويستمر المريض على تناولها حتى انتهاء العلاج)، خصيصاً لكل مريض على حدة.
وبذلك، تلقّى المرضى أقل جرعة فعالة، ولم تُؤخذ زيادات الجرعة في الاعتبار إلا إذا توقفوا عن إحراز أي تقدم.
لكن إذا حافظوا على انخفاض أسبوعي في الوزن بنسبة تزيد عن 0.5% من وزن الجسم، وعانوا من مستويات معقولة من الآثار الجانبية والجوع، فقد استمروا على الجرعة الحالية، حتى الوزن المستهدف.
النتائج
وبعد مرور 26 و64 و76 أسبوعاً، كان 1580 و712 و465 مريضاً، على التوالي، لا يزالون يشاركون في البرنامج.
وبلغ متوسط فقدان الوزن بين المشاركين في البرنامج 12.2% (12.2 كغم) في الأسبوع 26، و16.2% (16.3 كغم) في الأسبوع 52، و16.7% (16.8 كغم) في الأسبوع 64.
وأشار الباحثون إلى أن هذه النسبة تُشبه نسبة فقدان الوزن التي بلغت 15-16% في الأسبوع 64، والتي حققها المرضى الذين شاركوا في التجارب السريرية بجرعات أعلى من سيماغلوتيد.
