كبسولة الصحية – كنبرا
أطلقت امرأة أسترالية تحذيراً من مخاطر الإفراط في تناول مشروبات الطاقة، بعدما تسببت عادة يومية في إلحاق ضرر بالغ بكبدها، رغم تمتعها بوزن طبيعي وعدم معاناتها من السمنة.
لوسي باركر (35 عاماً)، وهي أم لطفلتين وتعمل مديرة إبداعية في شركة تسويق بمدينة بيرث، كشفت عن إصابتها بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، نتيجة تناولها ثلاث عبوات من مشروب “ريد بُل” يومياً.
التحقيقات الطبية تكشف السبب الحقيقي
بدأت القصة عندما شعرت باركر بآلام غامضة في الفخذين، دفعتها لإجراء فحوصات كشفت عن وجود كيس على المبيض، غير أن الأطباء لفتوا انتباهها إلى أمر أكثر خطورة: تراكم كبير للدهون حول الكبد.
وقالت باركر لوسائل الإعلام المحلية: “قالوا لي إن الكيس ليس هو المشكلة… القلق الحقيقي كان الكبد”.
سكر يومي يفوق الحد المسموح
اتضح أن باركر كانت تستهلك نحو 81 غراماً من السكر يومياً من مشروبات الطاقة فقط – ما يعادل قرابة ثلاثة أضعاف الحد الأقصى الموصى به من قبل هيئة الخدمات الصحية البريطانية، والمحدد بـ30 غراماً، وفقاً لما ورد في “دايلي ميل”.
وتصف باركر علاقتها بالمشروب قائلة: “لو لم يكن لدي ريد بُل في الثلاجة قبل النوم، كنت أخرج في منتصف الليل لأشتريه”. حتى ابنتها الصغيرة لاحظت هذا الإدمان، وكتبت في بطاقة عيد الأم أن “مشروب أمي المفضل هو ريد بُل”.
تحسن الكبد بعد التوقف
عقب التشخيص، قررت باركر التوقف عن تناول ريد بُل بشكل فوري، وأظهرت فحوص لاحقة بعد ستة أسابيع تحسناً ملحوظاً في وظائف الكبد. وقال لها الطبيب حينها: “استمري فيما تفعلينه… لقد بدأ الكبد يتعافى”.
تحذير خاص لمرضى اضطراب فرط الحركة (ADHD)
وجهت باركر أيضاً تحذيراً خاصاً للأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، مؤكدة أن تأثير مشروبات الطاقة عليهم قد يكون مختلفاً، حيث لا تحفزهم بل تمنحهم شعوراً بالهدوء والاعتماد النفسي عليها.
وقالت: “كنت أشربها لأهدأ وأركز، لكنها كانت تؤذيني من الداخل دون أن أدرك”.
تشريعات مرتقبة وأرقام مقلقة
في عام 2023، سجلت المملكة المتحدة 345 حالة وفاة مرتبطة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي – بزيادة عن العام السابق – في ظل تنامي المخاوف من تأثيرات النظام الغذائي بعد جائحة كوفيد-19.
وتتجه الحكومة البريطانية إلى منع بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون 16 عاماً، بينما بدأت بعض المتاجر الكبرى بالفعل تطبيق الحظر بشكل طوعي.
يُشار إلى أن عبوة واحدة من مشروبات الطاقة مثل “ريد بُل” أو “مونستر” قد تحتوي على ما يصل إلى 150 ملغ من الكافيين – أي نحو ضعف الكمية الموجودة في كوب قهوة سوداء، كما تُباع أحياناً بسعر أقل من المياه المعبأة، ما يجعلها خياراً شائعاً لدى فئة الشباب.
