دعوة عالمية لتكثيف التوعية في اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي

دعوة عالمية لتكثيف التوعية في اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي
29 يوليو، 2025 - 7:25 ص

كبسولة الصحية – واس

شددت الجهات الصحية الوطنية والدولية على أهمية رفع الوعي المجتمعي حول مرض التهاب الكبد الفيروسي، وتعزيز سبل الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعّال، تماشيًا مع أهداف منظمة الصحة العالمية الرامية إلى القضاء على التهاب الكبد كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، الذي يوافق 28 يوليو من كل عام.

وفي هذا السياق، أوضح استشاري الأمراض الفيروسية مساعد مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية العسكرية لشؤون التطوير والتمكين بوزارة الدفاع اللواء الدكتور ياسر بن حسن بابعير، أن التهاب الكبد الفيروسي يُعدُّ من أكثر الأمراض المعدية فتكًا على مستوى العالم، رغم قابليته للوقاية والعلاج، مشيرًا إلى أن الفيروسات الخمسة الرئيسة المسببة له هي: A وB وC وD وE، وتختلف طرق انتقالها ومخاطرها الصحية.

وأكّد أن الوعي المجتمعي يشكل خط الدفاع الأول، ويمكن الوقاية من معظم حالات التهاب الكبد عبر التطعيم، وممارسات النظافة الشخصية، وضمان سلامة نقل الدم والأدوات الطبية، كما أن الفحص المبكر، خاصة في الفئات المعرضة للخطر مثل النساء الحوامل ومرضى الكلى والسكري ومن يتلقون نقل الدم أو علاجًا عبر الحقن الوريدي، يُعدُّ ضروريًا لتفادي المضاعفات طويلة المدى.

وأشار إلى أن من أبرز أعراض التهاب الكبد، التي قد لا تظهر في المراحل المبكرة، هي: اليرقان “اصفرار الجلد والعينين”، والإرهاق المزمن، والبول الداكن، والغثيان، وآلام البطن، وفقدان الشهية, ووفقًا لآخر التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 354 مليون شخص حول العالم يعيشون حاليًا مع عدوى التهاب الكبد المزمن بنوعيه B وC، ويموت شخص واحد كل 30 ثانية بسبب مضاعفاته، بما في ذلك التليف وسرطان الكبد.

وبيّن أن فيروس التهاب الكبد C وحده مسؤول عن نحو 58 مليون إصابة مزمنة و1.5 مليون إصابة جديدة سنويًا، أما فيروس B فيصيب ما يقارب 296 مليون شخص، ورغم وجود لقاح فعّال له، إلا أن 90% من البالغين المصابين لا يدركون إصابتهم.

وأفاد بأن من أبرز أهداف اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي زيادة الوعي بخطورة المرض وطرق الوقاية منه، والتوسع في برامج الفحص المجاني والمبكر، وتحسين فرص الوصول للعلاج خاصة في المناطق منخفضة الدخل، ودمج خدمات الوقاية والتشخيص ضمن الرعاية الصحية الأولية.

ونوّه بما توليه المملكة من أهمية بالغة لهذا الملف، حيث تعمل الجهات الصحية، ومن بينها الخدمات الطبية العسكرية بوزارة الدفاع، على توسيع برامج التوعية الصحية، والتطعيم المجتمعي، والفحوصات الدورية داخل المنشآت الصحية والعسكرية، إضافة إلى تحديث البروتوكولات العلاجية وفق أحدث التوصيات العالمية.

وشدد على أهمية استمرار الحملات التوعوية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتشجيع المواطنين والمقيمين على المبادرة بالفحص الطوعي، لافتًا النظر إلى أن الفعاليات الصحية والمناشط التوعوية تُسهم في تعزيز السلوكيات الوقائية وتحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للصحة العامة.

وأكّد أن القضاء على التهاب الكبد ليس مهمة صحية فقط، بل مسؤولية مشتركة بين الفرد والمجتمع والقطاع الصحي، داعيًا جميع الفئات المستهدفة إلى الاستفادة من فرص الفحص والعلاج المجاني المتاحة في المملكة، والتفاعل الإيجابي مع رسائل التوعية لحماية أنفسهم وأسرهم من هذا الخطر الصامت.

وبين أن دعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- كان له بالغ الأثر في تطوير الخدمات الطبية، وتوفير الرعاية المتقدمة للمواطنين والمقيمين، وتمكين الكوادر الصحية من مواجهة التحديات الوبائية والمجتمعية بفاعلية وكفاءة، مشيرًا إلى أن المملكة بفضل الله ثم برؤية قيادتها الرشيدة تواصل جهودها ضمن منظومة صحية متكاملة؛ تهدف إلى تحقيق أعلى معايير الوقاية والعلاج، وتعزيز جودة الحياة الصحية، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع صحي واعٍ وآمن.

يُشار إلى أن الدكتور باروك بلومبرغ حقق جائزة نوبل في الطب في عام 1976 لاكتشافه فيروس التهاب الكبد الوبائي B، واستحداث اختبار لتشخيصه، ولقاح مضاد له في عام 1967, وطور وزملاؤه أول فحص دم للكشف عنه، وابتكروا أول لقاح ضده عام 1969.