كبسولة الصحية – نيويورك
أعلنت السلطات الصحية في مدينة نيويورك عن تفشي داء الليجيونير أو كما يعرف أيضا داء الفيالقة، حيث أُصيب ما يقرب من 60 شخصًا وتوفي اثنان حتى الآن، ما دفع مسؤولي الصحة لإصدار تنبيه رسمي في 30 يوليو، حاثّين سكان منطقة هارلم الوسطى (Central Harlem) ممن يعانون من أعراض تشبه الإنفلونزا إلى التوجه فورًا للطبيب.
ما هو داء الليجيونير؟
داء الليجيونير هو نوع من الالتهاب الرئوي تسببه بكتيريا تُعرف باسم ليجيونيلا (Legionella)، وقد تم اكتشاف المرض لأول مرة عام 1976 أثناء مؤتمر لـ”الفيلق الأمريكي” في مدينة فيلادلفيا، ومن هنا جاءت تسميته.
تنمو هذه البكتيريا عادة في المياه، خاصة في أبراج التبريد التي تُستخدم في تبريد أنظمة التكييف خلال فصل الصيف، وكذلك في أحواض الاستحمام الساخنة، ونوافير الزينة، وأنظمة تكييف الهواء، بحسب dailymail.
يُسجل في الولايات المتحدة سنويًا نحو 6,000 حالة إصابة بداء الليجيونير، وتحدث ما بين 200 إلى 800 حالة منها في مدينة نيويورك وحدها.
في 4 أغسطس، أفادت إدارة الصحة في مدينة نيويورك أن أبراج التبريد على الأرجح هي مصدر انتشار البكتيريا، حيث تم اكتشاف بكتيريا ليجيونيلا في 11 برجًا حتى الآن.
تقوم أبراج التبريد برش رذاذ الماء في الهواء، وإذا كان الرذاذ ملوثًا بالبكتيريا، يمكن استنشاقه من قِبل الأشخاص، ما يؤدي للإصابة.
وأكد مسؤولو الصحة أن “شرب المياه، الاستحمام، الطهي، واستخدام المكيفات آمن تمامًا”، لكن الخطر الأكبر يكمن في استنشاق الرذاذ الملوث.
أعراض داء الليجيونير
عادة ما تظهر الأعراض خلال 2 إلى 14 يومًا من التعرض للبكتيريا. وتشبه إلى حد كبير أعراض الالتهاب الرئوي أو الإنفلونزا، وتشمل: الحمى، السعال، الصداع، ضيق التنفس، وفي بعض الحالات: الإسهال، الغثيان، والارتباك الذهني.
نظرًا لتشابه الأعراض مع الإنفلونزا، لا يقوم معظم الأطباء باختبار البكتيريا بشكل روتيني؛ لكن في المناطق التي يتم الإبلاغ فيها عن حالات، مثل هارلم، قد يشك الأطباء في وجود داء الليجيونير، ويطلبون أشعة سينية على الصدر للتأكد من وجود التهاب رئوي، ثم يلجأون إلى فحوصات أكثر تحديدًا مثل تحليل البول أو اللعاب للكشف عن البكتيريا.
ما الذي يسبب تفشي داء الليجيونير؟
تعيش البكتيريا في الماء، ما يجعلها قادرة على التكاثر في أماكن عديدة مثل: البحيرات والجداول، أبراج التبريد، النوافير وأجهزة الترطيب، أحواض المياه الساخنة، وخزانات سائل تنظيف الزجاج الأمامي في السيارات، وتزداد فرص نمو البكتيريا عندما تكون درجة حرارة المياه بين 25 إلى 45 درجة مئوية (77°F إلى 113°F)، خاصة في الأنظمة المائية الصناعية.
يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بضرورة صيانة أنظمة المياه في المباني بشكل دوري، مع استخدام المطهرات مثل الكلور، وضبط درجة الحموضة (pH) لضمان فعالية التطهير.
المرض غير معدٍ، ولا ينتقل من شخص لآخر، ولا يوجد لقاح للمرض، لكن بعض المضادات الحيوية فعالة جدًا في العلاج، ولا يُصاب كل من يتعرض للبكتيريا بالمرض، ولكن الفئات الأكثر عرضة تشمل: كبار السن، والأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة، ومرضى الأمراض المزمنة.
وقد تتطلب بعض الحالات دخول المستشفى، خاصة إذا كانت هناك صعوبة في التنفس.
وبحسب مركز السيطرة على الأمراض، فإن نحو 1 من كل 10 مصابين يموتون نتيجة مضاعفات داء الليجيونير.
للوقاية من داء الليجيونير، توصي السلطات الصحية بـصيانة دورية لأبراج التبريد والمكيفات
وتجنب الأماكن التي قد تحتوي على رذاذ مائي مجهول المصدر، ومراجعة الطبيب فور ظهور أعراض مشابهة للالتهاب الرئوي أو الإنفلونزا في مناطق موبوءة.