كبسولة الصحية – واشنطن
أصدرت السلطات الصحية والزراعية في الولايات المتحدة تحذيراً عاجلاً بشأن ظهور حالات إصابة بالدودة آكلة اللحوم، وهي آفة طفيلية تم استئصالها من البلاد بشكل كامل منذ أكثر من ستين عاماً. تؤكد التقارير الأخيرة أن عودة هذه الدودة تشكل تهديداً خطيراً على الثروة الحيوانية والصحة العامة، مما يستدعي يقظة قصوى من جميع الأطراف.
تم تأكيد أول حالة إصابة بشرية بالدودة في ولاية ميريلاند مؤخراً، في شخص كان قد سافر من غواتيمالا. وتشير هذه الحالة إلى أن الطفيل، المعروف باسم “دودة اللولب” (New World Screwworm)، قد بدأ في الانتشار شمالاً، وهو ما يثير قلقاً بالغاً لدى المسؤولين، خاصة مع تصاعد حالات الإصابة في المكسيك المجاورة.
تُعد الدودة آكلة اللحوم يرقة ذبابة طفيلية تتغذى على الأنسجة الحية للكائنات ذوات الدم الحار، بما في ذلك المواشي والحيوانات البرية والبشر. وقد تسببت في الماضي في خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات لقطاع الثروة الحيوانية في الولايات المتحدة قبل أن يتم القضاء عليها في الستينيات من خلال برنامج وطني ناجح يعتمد على تقنية الحشرات العقيمة.
يؤكد خبراء الزراعة والصحة أن عودة هذه الدودة قد تسبب كارثة اقتصادية إذا ما وصلت إلى ولايات منتجة للماشية مثل تكساس، حيث يمكن أن تنتشر بسرعة وتدمر قطعان الحيوانات. وقد دفع هذا القلق وزارة الزراعة الأمريكية (USDA) ووزارة الصحة (CDC) إلى رفع مستوى المراقبة واتخاذ إجراءات وقائية صارمة، بما في ذلك تعليق استيراد الماشية من بعض المناطق لمنع دخولها البلاد.
وتعمل الجهات المختصة على التنسيق مع نظرائها في المكسيك وأمريكا الوسطى لاحتواء انتشار هذه الآفة، مع حث المواطنين ومربي الماشية على الإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها. وتعتبر هذه العودة بمثابة تذكير بمدى هشاشة النظم البيئية وضرورة الاستمرار في برامج المراقبة الصارمة لحماية الأمن الغذائي والصحي الوطني.