كبسولة الصحية – الرياض
بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى، تتجدد الدعوات إلى عالم تكون فيه الرعاية الصحية مرادفًا للثقة والأمان. وفي هذا السياق، تبرز أهمية إشراك المريض وأسرته كعنصر حاسم في تقليل الأخطاء وتعزيز السلامة.
هذا المفهوم ليس مجرد دعوة نظرية، بل تدعمه حقائق وأرقام عالمية ملموسة، فقد أظهرت الدراسات أن المشاركة الفعالة للمرضى يمكن أن تقلل عبء الضرر في الرعاية الصحية بنسبة 15%، وأن المرضى الذين يشاركون في رعايتهم يتعرضون لأضرار أقل بنسبة 17% مقارنة بمن لا يشاركون. هذه الأرقام تؤكد أن تمكين المرضى ليصبحوا جزءًا فاعلًا في عملية التشخيص والعلاج هو استراتيجية فعالة ومثبتة لتعزيز سلامتهم.
لكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، ففي المتوسط، يتعرض مريض واحد من كل عشرة مرضى للضرر بسبب الرعاية غير المأمونة. هذا الواقع يدعو إلى تضافر الجهود لتعزيز ثقافة الشفافية والتواصل، وتوفير الأدوات اللازمة للمرضى وأسرهم لطرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفهم، وفهم خطط علاجهم بشكل كامل. عندما يصبح المريض شريكًا حقيقيًا، ترتفع مستويات الأمان والجودة في الرعاية الصحية بشكل ملحوظ، مما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ككل.