لندن – كبسولة الصحية

دعا خبراء سويسريون في علم الأوبئة والمناعة إلى إعادة ارتداء الكمامات في الأماكن العامة المزدحمة، وذلك بعد نحو ثلاث سنوات فقط من الإعلان الرسمي عن انتهاء الجائحة، مع تزايد الإصابات بفيروس “كوفيد-19″ في المملكة المتحدة وتوقّعات بارتفاع موجة العدوى خلال فصل الشتاء. وأكد الخبراء من سويسرا أن ارتداء الكمامة لا يزال وسيلة فعّالة للحد من انتشار الفيروسات التنفسية، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة مثل كبار السن والمصابين بضعف في جهاز المناعة.

وقالت تانجا ستادلر، أخصائية علم الأوبئة ورئيسة فريق العمل العلمي الخاص بـ”كوفيد” في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا (ETH Zurich)، إنه في الأماكن المغلقة والمزدحمة مثل وسائل النقل العام، “يُستحسن أن يرتدي المعرّضون للخطر الكمامات، وحتى غير المعرّضين يمكنهم حماية أنفسهم من العدوى المزعجة”، وذلك وفقاً لموقع “ميرور”. واستبعدت ستادلر أن تعود الحكومات إلى فرض إلزام الكمامات، لكنها دعت إلى إنشاء “نشرة فيروسات” عامة تُطلع المواطنين على أماكن تفشّي الأمراض، مؤكدة أن إتاحة بيانات الانتشار ستمكّن الناس من اتخاذ خطوات وقائية بأنفسهم. وفي سياق متصل، قال مارسيل تانر، أستاذ الصحة العامة الفخري في جامعة بازل وعضو سابق في فريق عمل “كوفيد”، إن ارتداء الكمامة يجب أن يصبح عادة صحية عند الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، لا سيما في وسائل النقل العام.

وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع ارتفاع الإصابات في بريطانيا؛ إذ سجلت وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA) نحو 2,459 حالة إصابة جديدة في الأسبوع المنتهي في 24 سبتمبر، بزيادة بلغت 7.6٪ مقارنة بالأسبوع السابق. وتُعزى معظم الحالات إلى السلالة الجديدة من فيروس كورونا المعروفة باسم Stratus، التي تشمل متحوّرين هما XFG وXFG.3. وأشار الخبراء إلى أن السلالة الجديدة قد تتسبب في بحة شديدة في الصوت إلى جانب الأعراض التقليدية مثل الحمى والتعب. وفي حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن سلالة XFG تُصنَّف على أنها منخفضة الخطورة ولا تشير الأدلة المتاحة إلى زيادة في شدة المرض، تبقى الدعوات قائمة لتوخي الحذر، خاصة مع تزايد الحالات في بعض دول جنوب شرق آسيا.