جنيف – كبسولة الصحية
تؤكد احتفالية اليوم العالمي للصحة النفسية لعام 2025، التي تركز على الدعم النفسي والاجتماعي في حالات الطوارئ، أن الصحة النفسية هي أولوية مستمرة وليست مجرد محادثة ليوم واحد.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تسلط الاحتفالية الضوء بشكل خاص على تحديات الصحة النفسية بين الشباب، متصدرة قضية التوتر الناجم عن الضغوط الأكاديمية ووسائل التواصل الاجتماعي والتنمر. وفي هذا السياق، يصبح فهم وضع جيل زد أمراً حيوياً؛ إذ يُعرف هذا الجيل، الذي يضم الشباب المولودين تقريباً بين عام 1997 و2012، بأنه الجيل الأول الذي نشأ بالكامل في عصر الإنترنت، وهو ما يضعهم تحت ضغوط فريدة. وقد أظهر استطلاع “ديلويت” لجيل زد وجيل الألفية لعام 2025 أن الصحة النفسية لا تزال تمثّل إحدى أكثر القضايا المجتمعية إلحاحاً، حيث يصنّفها جيل زد في المرتبة الثانية بعد ارتفاع تكلفة المعيشة، متفوقة بذلك على مخاوف أخرى مثل البطالة وعدم الاستقرار السياسي.
وعلى الرغم من هذا الوعي المتزايد، لا يزال التوتر والقلق واقعين ثابتين يثقلان كاهلهم، كما أن العمل نفسه يُسهم في ذلك، حيث أفاد أكثر من ثلث المشاركين أن وظائفهم تُفاقم ضغوطهم. وفي مكان العمل، لا يزال العديد من المهنيين الشباب يواجهون تحديات في كيفية التعامل مع صحتهم النفسية؛ فبينما يشعر 62% من جيل زد و64% من جيل الألفية بالراحة في التحدث إلى مديريهم، يخشى عدد كبير منهم الوصمة أو التمييز لأنهم لا يثقون في أن مديرهم يعرف كيفية الرد. هذه الفجوة الواضحة بين الرغبة في المشاركة والثقة في توفر الدعم الحقيقي، تؤكد على أهمية استراتيجيات الدعم التي تشمل تعزيز التواصل المفتوح وتوفير فرص الحصول على العلاج والتدخل المبكر. لذا تشدد الاحتفالية هذا العام على التأكيد على قيم “رعاية بعضنا البعض”، والإقرار بأن الاستثمار في الصحة النفسية اليوم ينشئ مجتمعات أقوى وأكثر مرونة للمستقبل.