سر الـ 117 عاماً: علماء يكشفون دور “الميكروبيوم الشاب” في أمعاء أطول معمّرة

سر الـ 117 عاماً: علماء يكشفون دور “الميكروبيوم الشاب” في أمعاء أطول معمّرة
13 أكتوبر، 2025 - 12:45 ص

كبسولة الصحية – موقع 24 أبوظبي

على الرغم من وفاة ماريا برانياس موريرا عن عمر ناهز 117 عاماً في 2024، إلا أن إرثها الطبي لا يزال حياً، مقدماً للبشرية مفتاحاً جديداً لفهم أسرار طول العمر. فقد أظهرت دراسة علمية حديثة أن السر وراء حياتها الاستثنائية قد يكمن في تنوع ميكروبيوم أمعائها، الذي ظل يحتفظ بخصائص تشبه تنوع الميكروبيوم لدى أشخاص أصغر منها بكثير.

اكتشف العلماء من خلال تحليل بكتيريا أمعاء برانياس، أن تنوع الميكروبيوم لديها ظل مرتفعاً بشكل غير معتاد مع تقدمها في السن، وهو عامل علمي يُعتقد أنه يساهم بشكل مباشر في طول العمر والحفاظ على جودة الحياة. ويشير الباحثون إلى أن نمط حياتها ونظامها الغذائي، كان لهما دور محوري في دعم هذا التنوع.

ووجدت التحاليل وفرة من بكتيريا “البيفيدوباكتيريا” لديها، وهي بكتيريا معروفة بقدرتها على تعزيز جهاز المناعة، وحماية الجهاز الهضمي، وتنظيم مستويات الكوليسترول. هذا التنوع الميكروبي غير المعتاد ساعد على الأرجح في تقوية مناعتها والحفاظ على صحتها طوال عقود حياتها المديدة.

وتكشف الدراسة أن العادات الغذائية اليومية كانت داعماً أساسياً لهذا الإنجاز البيولوجي، حيث كانت برانياس تتناول ثلاثة أنواع من الزبادي يومياً، مما يغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء. كما أن النظام المتوسطي الذي اتبعته، الغني بالخضروات والفواكه وزيت الزيتون والحبوب الكاملة، يُعرف بقدرته على تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.

وتؤكد الدراسة على أن طول العمر ليس مجرد نتيجة لعوامل وراثية، بالرغم من أن برانياس كانت تحمل متغيرات جينية وقائية. فالخيارات اليومية، وخاصةً الغذائية، لها تأثير كبير ومباشر على صحة الميكروبيوم. وتقدم حالة ماريا برانياس موريرا درساً واضحاً مفاده: لا يمكننا تغيير جيناتنا، لكن يمكننا دعم أجسامنا من الداخل عبر الاعتناء بميكروبيوم أمعائنا، وهو الطريق الأقل كلفة والأكثر فاعلية لحياة أطول وأكثر صحة، وتقليل مخاطر أمراض خطيرة كالقلب والسرطان والسكري.