أوهايو – كبسولة الصحية

في قصة طبية وإنسانية نادرة أثارت دهشة الأوساط العلمية، يواصل طفل أمريكي صغير يُدعى ليام، من ولاية أوهايو، تحدي الصعاب بعد ولادته بتشوّه خلقي خطير وصفه الأطباء بأنه من أندر الحالات المسجلة على الإطلاق.

الطفل، الذي وُلد في مارس 2023 لوالدته هانا ساكس (32 عاماً)، شُخّص في الأسبوع الثاني والعشرين من الحمل بـ الفتق الدماغي، وهو اضطراب يبرز فيه جزء من الدماغ عبر فجوة في الجمجمة. ورغم هذه الصعوبة، تمسكت الأم بالأمل ووضعت طفلها وسط مراقبة طبية دقيقة.

لكن المفاجأة كانت عند الولادة، إذ وُلد ليام بدماغ بارز من جبهته مع فقاعة ضخمة مليئة بالسوائل بين عينيه، أطلقت عليها عائلته اسم “الفقاعة اللينة”، ليُنقل المولود مباشرة إلى وحدة العناية المركزة. وتفاقمت حالته لاحقاً بإصابته بالاستسقاء الدماغي، وهي حالة مهددة للحياة تتسبب في تراكم السوائل، مما استدعى تدخلاً جراحياً عاجلاً لتركيب أنبوب لتصريف السوائل.

وبعد أشهر، خضع الطفل “المعجزة” لجراحة معقدة استمرت 11 ساعة، نجح فيها الفريق الطبي بإزالة الفتق الدماغي وإعادة بناء الجمجمة المشوهة. ووسط لحظات الخوف والأمل، كما وصفت الأم، بدأت رحلة ليام في التعافي.

ورغم تشخيص الطفل لاحقاً بمرض الشلل الدماغي، الذي يؤثر على الحركة والتوازن، إلا أنه واصل تحقيق تحسن تدريجي ملحوظ بعد خضوعه لعلاجات مكثفة فيزيائية ونطقية، حيث تعلم المشي والنطق ببعض الكلمات البسيطة مثل “ماما”، ليصفه الأطباء بـ “المعجزة الصغيرة”.

الأم هانا ساكس أكدت أن ابنها ليام علّمها معنى القوة والصبر، مختتمة بالقول: “سيبقى أعظم معجزة في حياتي”.