إستونيا – كبسولة الصحية
في اكتشاف علمي يثير التساؤلات حول الآثار طويلة المدى للأدوية الشائعة، وجدت دراسة جديدة أن أكثر من 40% من الأدوية التي يتناولها المرضى تترك تغييرات واضحة في تكوين بكتيريا الأمعاء، وهي تغييرات تستمر لسنوات بعد التوقف عن العلاج.
أجريت الدراسة في إستونيا بمشاركة 2509 شخص، واستفاد الباحثون من السجلات الصحية الإلكترونية التفصيلية التي سمحت لهم بتتبع وصفات الأدوية المصروفة للمشاركين على مدى خمس سنوات. وقد مكنهم ذلك من ربط الأدوية التي تم التوقف عن تناولها بتغيرات لاحقة في الميكروبيوم المعوي.
أدوية تضاهي المضادات الحيوية في تأثيرها:
أظهرت النتائج، التي نقلها موقع “ستادي فايندز”، أن تأثير بعض الأدوية المزمنة يضاهي في نطاقه تأثير المضادات الحيوية المدمر على ميكروبيوم الأمعاء، وتشمل هذه الأدوية:
– حاصرات بيتا: التي تُوصف عادةً لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
– مضادات الاكتئاب: خاصة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
– البنزوديازيبينات: مثل “فاليوم” و”زاناكس”، التي تُستخدم لعلاج القلق واضطرابات النوم.
– مثبطات مضخة البروتون: التي يتناولها الملايين لعلاج ارتجاع المريء وحرقة المعدة.
وأكد فريق البحث من جامعة تارتو في إستونيا أن هذه الأدوية ترتبط بتغيرات في بكتيريا الأمعاء لا تزال ملحوظة حتى بعد توقف الأشخاص عن تناولها قبل عدة سنوات. كما لوحظ أن كلما زاد عدد الوصفات الطبية المُصروفة سابقاً، زاد تأثيرها على الأمعاء، مما يشير إلى أن الآثار التراكمية لهذه العقاقير دائمة.
وتشكك هذه النتائج بقوة في الافتراض التقليدي القائل بأن آثار الأدوية تنتهي بمجرد التوقف عن العلاج، مؤكدة أن “الأدوية الموصوفة منذ سنوات لا تزال تؤثر على البكتيريا التي تعيش في أمعاء المريض إلى اليوم”.