الرياض – كبسولة الصحية

يثار أحياناً تساؤلات ومزاعم حول سلامة شرب ماء زمزم لمرضى الكلى أو لمرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي، وبعد بحث علمي معمق ومراجعة دقيقة للأدبيات الطبية المنشورة والتواصل مع نخبة من الزملاء المتخصصين في أمراض الكلى والأورام داخل المملكة، أود أن أوضح أن هذا الادعاء لا يستند إلى أي دليلٍ علمي موثوق.

إجماع طبي سعودي .. لا حالات سريرية موثقة

لقد ناقشتُ هذا الموضوع مع زملاء يعملون في مراكز الأورام والكلى في مستشفيات كبرى داخل المملكة، وأجمعوا على حقيقة واحدة تقول:لم تُسجَّل أي حالةٍ سريرية موثقة تُظهر أن شرب ماء زمزم أدى إلى تدهور وظائف الكلى أو تداخل مع العلاج الكيماوي.

كما يؤكد البحث أنه لم تُنشر في أي مجلة طبية محكّمة – سواء محلية أو دولية – دراسة واحدة تثبت ضرر ماء زمزم على الكلى أو أي جهازٍ آخر في الجسم.

التحاليل الكيميائية تؤكد: نقي وآمن

تُظهر التحاليل الكيميائية التي أُجريت على ماء زمزم في مختبرات داخلية وخارجية أنه ماء نقيّ، وخالٍ من الملوثات الكيميائية والميكروبية. كما أن تركيز الأملاح فيه يقع ضمن النطاق المقبول طبياً لمياه الشرب.

ويتميز ماء زمزم بارتفاع نسبي في عنصر الماغنيسيوم، الذي يُعدّ عنصراً مهماً وداعماً لـ:

– الحفاظ على توازن الأملاح.

– تنظيم ضغط الدم.

– دعم وظائف الكلى والعضلات.

حكم العلم .. لا علاقة سببية مثبتة

من الناحية العلمية، لم تُسجّل أي علاقة سببية مثبتة بين شرب ماء زمزم وأي خللٍ كلوي أو مضاعفاتٍ لدى مرضى السرطان، سواء أثناء تلقي العلاج الكيميائي أو بعده. كما أن المكونات المعدنية لماء زمزم – بحسب التحاليل المنشورة – لا تحتوي على نسبٍ سامة من الصوديوم أو الفلوريد أو النترات، وهي العناصر التي يُخشى ارتفاعها في بعض أنواع المياه الجوفية الأخرى.

إن التقييم الموضوعي يجب أن يستند إلى دليلٍ علمي منشور، وحتى هذه اللحظة، جميع المؤشرات البحثية المتوفّرة تؤكد أن ماء زمزم آمن للشرب، وليس له أي أثرٍ ضارٍ على الكلى أو أجهزة الجسم الأخرى في ضوء الأدلة الحالية، حتى عند وجود ضعف في الكليتين.

• د. سعد الشهيب أستاذ واستشاري أمراض الكلى