 
	
																		
																		
									
									
									كبسولة الصحية – اليوم السابع
تُعدّ الصدفية واحدة من أكثر أمراض الجلد المزمنة تعقيدًا وغموضًا، إذ تُظهر نفسها في شكل بقع حمراء متقشرة تختلف من شخص لآخر في شدتها ومكان ظهورها، البعض يلاحظها على المرفقين أو الركبتين أو فروة الرأس، بينما يعاني آخرون من انتشارها في مناطق متعددة من الجسم. وبرغم أنها لا تُعدّ معدية، فإنها تُسبب عبئًا نفسيًا وجسديًا كبيرًا لمن يعانون منها.
وفقًا لتقرير نشره موقع hse.ie، تنشأ الصدفية نتيجة فرط نشاط في جهاز المناعة يؤدي إلى تسارع دورة نمو خلايا الجلد، فتنمو طبقات جديدة قبل أن تتساقط الطبقات القديمة بشكل طبيعي، مما يخلق مظهر البقع السميكة المتقشرة التي تُميز هذا المرض. ويمكن أن تتراوح الأعراض بين الجفاف الخفيف والحكة البسيطة، وصولًا إلى الألم وتشقق الجلد في الحالات المتقدمة
أنواع الصدفية
رغم أن هناك أكثر من نوع للصدفية، فإن أكثرها شيوعًا هو الصدفية اللويحية، وهي المسئولة عن أغلب الحالات عالميًا. تتسم هذه الصورة بظهور لويحات جافة وسميكة على الجلد، وغالبًا في المرفقين أو الركبتين أو فروة الرأس أو أسفل الظهر.
أما صدفية فروة الرأس، فهي نوع خاص من الصدفية اللويحية، تظهر في شكل قشور كثيفة قد تُسبب حكة وتساقطًا مؤقتًا للشعر. في حين أن الصدفية النقطية تُصيب الأطفال والمراهقين أكثر من غيرهم، وتظهر كبقع صغيرة شبيهة بقطرات الماء على الصدر أو الذراعين، وغالبًا ما تتبع عدوى بالحلق.
وهناك أيضًا الصدفية العكسية، التي تُصيب مناطق طيات الجلد مثل الإبطين وأسفل الثديين والفخذين، وغالبًا ما تزداد شدتها مع الحرارة والتعرق. وقد تمتد الصدفية لتشمل الأظافر، فتصيبها بالتقصف أو تغير اللون أو الانفصال عن الجلد المحيط بها.
تشخيص الصدفية
في حال ظهور بقع متقشرة لا تزول بالعلاجات المعتادة، يُنصح بمراجعة طبيب الأسرة أو طبيب الجلدية لتأكيد التشخيص. أما في حال ظهور بثور مليئة بالصديد أو انتشار الحكة والألم بسرعة، فهذه علامات على نوع نادر من الصدفية يستدعي تقييمًا طبيًا عاجلًا وربما دخول المستشفى.
خيارات العلاج
يهدف علاج الصدفية إلى السيطرة على نشاط المرض وإبطاء نمو الخلايا الجلدية المفرط. يبدأ العلاج عادة باستخدام الكريمات والمراهم الموضعية، ثم يُضاف العلاج الضوئي أو الأدوية الجهازية في الحالات المتوسطة والشديدة.
العلاجات الموضعية تشمل المرطبات لتخفيف الجفاف، وكريمات الكورتيكوستيرويد التي تقلل الالتهاب، ومشتقات فيتامين “د” مثل الكالسيبوتريول التي تُبطئ تكاثر الخلايا. تُستخدم هذه العلاجات لفترات متفاوتة وتُحدد الجرعات بدقة لتجنب التهيج الجلدي.
في حال عدم الاستجابة الكافية، قد يلجأ الأطباء إلى العلاج بالضوء الذي يُجرى داخل المستشفى باستخدام أشعة فوق بنفسجية مُتحكم بها. تختلف هذه التقنية تمامًا عن أجهزة التسمير التجارية، إذ تُستخدم أطوال موجية محددة لإيقاف فرط نمو الخلايا دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.
أما العلاجات الجهازية فتُستخدم عند فشل الوسائل السابقة، وتشمل الأدوية الفموية أو الحقن الحيوية التي تُثبط جزءًا من الجهاز المناعي المسؤول عن الالتهاب. من الأدوية البيولوجية الحديثة، لكنها تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة لأنها قد تزيد خطر العدوى.
الصدفية والتعايش الاجتماعي
الصدفية ليست مجرد مرض جلدي، بل حالة مزمنة تتطلب روتينًا يوميًا من العناية والمتابعة. يساعد الترطيب المستمر، وتجنّب التوتر، والالتزام بالعلاج في الحد من النوبات. كما أن الدعم النفسي والتوعية المجتمعية يسهمان في تحسين نوعية حياة المرضى وتقليل وصمة المرض.